قصص عن الحب
في موضوع اليوم ” قصص عن الحب من أجمل ما يكون ” ، سنعرض لكم مجموعة قصص رومانسية جميلة و واقعية تتحدث عن العشاق والمحبين . حكايات وروايات تدور فصولها حول الحب الحقيقي ، وما يقاسيه الحبيب من عذاب طويل ، ولحظات حزينه ، ومغامرات مثيرة ، لأجل محبوبته وأميرة قلبه .
قصص عن الحب ( 1 )
من القصص التي يكون فيها الحب ظالما وعبثيا ، شاب تعلق بفتاة ورأى فيها وردة قلبه وأحلامه ، ليضرب كل شيء عرض الحائط ، ويقلب قلبه لجهة أخرى وكأن شيئا لم يكن ! هذا ما حدث لصفية وعبد العزيز بطلا هذه القصة ، فدعونا نتابع أطوارها .
قلبي يحبك ولكن ( 1 )
أنهت صفية امتحانات الجامعة في أوائل شهر يوليو ، ومع اشتداد الحر قررت عائلتها الذهاب للمصيف ، هذه السنة ذهبوا لشرم الشيخ ، كنوع من التغيير بدل العين السخنة .
من نافذة السيارة أخذت صفية تفكر في عبد العزيز جارهم الوسيم ، الذي مال قلبه لها ، وأمال قلبها إليه ، منذ الصيف الماضي عندما تقابلت في بهو العمارة الفخمة التي تقع في المعادي ، كان يميل بعينه كما تميل الورقة تحت تأثير العاصفة ، ابتسم لها فخجلت ثم ذهبت في طريقها .
توالت الأيام هكذا بين نظرات منه وخجل منها ، وفي يوم من هذه الأيام اقترب منها هامسا : أحبك .. يا مجهولة الاسم ، أخبريني اسمك وداوي قلبي الملهوف للقائك يا حبي .
صفية بابتسامة منقبضة وحمرة الخجل تزين وجهها الرفيع : اسمي صفية .
عبد العزيز : أما أنا فعبد العزيز جاركم يا صفية قلبي المختارة .
جاء الليل واشتاق عبد العزيز لرؤية صفية فأخذه الحنين لطرقات شارعهم ، نزل لاستنشاق الهواء في ليل رطب ، وهبوب رياح خفيفة ، حدّث نفسه : أحبها ولا أراها كثيرا ، يا ترى هل تحبني وتشعر بنبضاتي التي تحن إليها ؟
مثلت صورتها أمام عينيه وهو يتهادى في طريقه ، صفية ذات الشعر الأسود وخصلات بنية اللون تمتزج معه ، ووجهها الرفيع الأسمر ، كأنها ملكة فرعونية متوجة ، تقبع جالسة على عرش ملكها في أوج سلطانه .
هطلت الأمطار الخفيفة عليه وأخذ يهرول ناحية الرصيف ليحتمي به قائلا : عندما تذكرتك صفية هطلت أمطار قلبي شوقا لك حبيبتي .
قلبي يحبك ولكن ( 2 )
ركض عبد العزيز على الرصيف بتمايل يليق بمرونة جسده الرشيق وهو يغني : وحبيبتي هناك تنافس القمر ، حتى وهي تغطي وجهها بستار ، لا تخجلي حبيبتي يا من تشبهين القمر ، فحبيبك هنا تحت المطر .
من الشرفة تطلعت صفية للأمطار ، عندها كانت تكتب خواطرها التي أنهتها بكلمة : وهل يغادر قلبي هذا الفارس ؟ ليكون لقلب أخرى أسير ؟
شهر في هيام وغرام و عشق بالأعين والنظرات والهمسات ، من بعيد لبعيد ، حتى ابتعد عنها عبد العزيز ولم يعد حتى يقول لها : صباحك جوري حبيبتي .
في شرفة منزلها كانت تنتظره بالساعات وفي يدها باقة الياسمين ، تستنشقها وتحن له ، فتأمل أن تراه ويتغزل قلبها في ملامحه ، لكن الوقت يمر دون توقف وهذا الحبيب لا يظهر إلا من وراء حجاب ، كأنه يتحدى حبها بقول واحد : لن تريني بعد الآن ، فقد حان وقت الوداع !
أرسلت صفية سلامات براحة اليد ودمعاتها على الخد ، ولما رأته يحكم إغلاق النافذة ، تبعثر قلبها على شريط الأيام .
تخلص عبد العزيز من توتره بعد أن أغلق النافذة ، وأظهر نبرة سعادة بسيطة وحدث نفسه : لم يعد لصفية مكان في القلب ، وعليّ أن لا أورطها بالحب أكثر من هذا .
لمح قبلتها له في الهواء فتكدر وجهه نادما على هذا الحب الذي تسرع فيه ووضع يده قرب قلبه : نادين هي حبيبتي ، وأنت صفية مجرد ذكرى عابرة في دفتر أيامي .
حاولت أن تلتقيه في البهو كالعادة لكنه كان يتهرب منها ، ويتجه بوجهه للناحية الأخرى كما لو كان لا يعرفها ، ولم يحبها قلبه في يوم من الأيام وآخر مرة قال لها : صفية .. لم يعد قلبي يحبك صدقيني ، لن أخادعك وأقول أن هواك في قلبي ، بل كنت وما مضى قد مضى .
قلبي يحبك ولكن ( 3 )
نهرته صفية : حتى في الحب يا عبد العزيز ؟!
يقول عبد العزيز وهو مبتعد : في كل شيء عزيزتي ، فالحياة تمضي والمشاعر تتبدل .
وفي صبيحة يوم العيد رأته يسير خلف نادين ويضحك هاتفا : أحبك نادين .. أحبك بحجم بعد السماء عن الأرض .
هذه الذكريات أضحكتها وأبكتها لدرجة أن دموعها سالت ، وفاضت على حجاب رأسها الذي ارتدته منذ أيام قليلة مضت ، مسحت صفية دموعها بمنديل ورقي معطر ، ثم تنهدت وفي سرها قالت : أواه يا حبيبي يا من فارقته رغم حبي ، قلبي يحبك ولكن قلبك يحب أخرى ، فكيف أكون لك وأنت لأخرى .
بصوت شجي غنت :
أدمع باكية على حب مضى
قسوة خداع لقلبي الذي اكتوى
يخادعني وأنا الحبيبة
ويلاطف غيري و تكون له قريبة
يا قلب لا تميل لهواه
ودعه بين جنبات النسيان
ليكون ذكرى تنسيك الاشتياق
بعد ما فارقتني بأليم الفراق
قلبي يحبك ولكن ( 4 )
في المعادي تعالت ضحكات عبد العزيز مع زوجته نادين ، التي توقفت عن الضحك فجأة ، وسألته : ما أغرب هذا الحب يا زوجي الحبيب ، إنه قربني منك وأنت كنت أبعد الناس عني ، فأصبحت الآن أقربهم لقلبي وروحي .
هنا تأزم قلب عبد العزيز عندما تذكر حبه لصفية أو الذي كان يعتقده كذلك ، وتنهد بكل قوة : هكذا هي الحياة نادين ، نرى الحب ونعيشه كل يوم ، وفجأة نكتشف أنه ليس الحب الحقيقي ، بل علينا أن نبحث عن حبنا بعقولنا وقلوبنا حتى نجده أو يجدنا !
رسمت آمال أخت صفية صورة قلب على رمال الشاطئ بخفة ومهارة ، ثم وضعت حرفها وحرف زوجها في منتصف القلب تماما ، ونظرت لبعيد فوجدت صفية في المنزل بشعرها شاردة وواجمة ، مما أربك آمال التي تمردت على صمتها قائلة : مسكينة صفية أنت وقلبك الذي تحطم بسبب مختل يدعى الحب .
ارتدت صفية الحجاب وركضت نحو البحر متخطية آمال وغير عابئة بها ، وكل ما يدور في خلدها الآن : لو سبحت في البحر هل تموت ذكرى حبيبي ؟
هناك على شاطئ البحر وقفت صفية تناجي البحر بلوعة المنهزم ، الذي يخوض معركته رغم الجرح النافذ : أميل إلى موجاتك في الليل وإلى هدوء دقاتك يا بحر ، هل رأيت حبيبي الذي خان حبي وباع قلبي بثمن بخس ، لو رأيته أخبره أن قلبي مات من بعده ، ولُعن حبه ودفن سره في غياهب من حديد ونار ، وذكرياته أصبحت حطاما على مرسى قلبي .
قصص عن الحب ( 2 )
كثيرون هم من يتذكرون قصصهم الرومانسية .. روايات حبهم التي قلبت حياتهم وجعلت قلوبهم تخفق دون سابق إنذار ، لكن في المقابل هناك قصص تبدأ بنظرة وابتسامة ومكالمة ثم انقطاع أبدي مفاجئ دون سبب ! هذا ما حدث مع بطلة قصتنا التي تدور فصول تجربتها الغريبة ما بين المنزل ، محطة القطار ، العمل .
حبل أفكاري ( 1 )
استيقظت هذا اليوم كالعادة قبل موعد رنين هاتفي بخمس دقائق ، أغلقت المنبه وحاولت أن أغلق عيني مرة أخرى ، استسلمت لضرورة النهوض من دفئ سريري ، اتجهت إلى خزانة ملابسي ، اخترت ما سوف أرتديه ، بدأت أستعد ليوم قد يكون حافلا .
اتجهت إلى المحطة التي أركب منها كل يوم ، انتظرت القطار الأزرق ، أنا أعشق اللون الأزرق فهو يذكرني بلون البحر والسماء ، كم أشتاق لرائحة البحر وملمس الرمال على قدمي .
” كم الساعة ؟ “
قطع هذا السؤال حبل أفكاري ، هذا الشخص ، أراه كل يوم على نفس المحطة ، غالبا ما أجده ينظر إلي دون أن يوجه إلي أي كلمة ، اليوم فقط تجرأ أن يتحدث إلي ، نظرت إليه باستغراب فقد أذهلني السؤال وأربكني ، أعاد علي السؤال مرة أخرى :
” كم الساعة ؟ “
أجبته وأنا أحمل على وجهي كل معاني الاستهجان ، فأنا أكره عندما يقطع أحد ما حبل أفكاري ، أتى القطار وصعدت مسرعة ، ومر يومي بشكل طبيعي .
حبل أفكاري ( 2 )
في اليوم التالي ، تكرر نفس الموقف ، فقد كنت واقفة كالعادة أفكر في جدول أعمالي و إذا به – نفس الشخص – يتوجه إلي بابتسامة غريبة .
” صباح الخير ، كيف حالك ، هل أستطيع أن أعرف كم الساعة ؟ “
نظرت له ، تنهدت ، ثم جاوبته ، انطلق كل منا في طريقه ، تكرر الموقف في اليوم اللاحق ، لكني هذه المرة نظرت إليه بكل حدة وسألته :
” ألا تملك هاتفا ؟ ألا تملك مالا كافيا لتشتري ساعة ؟ لا أعلم كم هي الساعة وأرجوك ألا تزعجني مرة أخرى ، فأنا أكره أن يقطع حبل أفكاري أي أحد .
نظر إلي ثم نظر إلى الأرض ، احمر وجهه وحاول أن يرفع رأسه بهدوء ، نظر إلي بعمق ثم قال :
” آسف ، منذ أول مرة رأيتك وأنا أود أن أتحدث إليك ، إن هذا ليس من سماتي ولا أخلاقي ولكنك أثرت بداخلي شيئا ما ، كم وددت لو تلتفتي إلي مرة لكنك دائما ما تسبحين في بحر من الأفكار ، غالبا ما أجدك منغلقة على نفسك ، ونادرا ما أراك تفعلين أي شيء آخر .
شعرت بحرارة في وجهي وقطرات العرق في كفوف يدي ، شعرت بخجل شديد ، أتى القطار فتوجهت مسرعة إليه دون أن أنطق بأي كلمة ، اتجهت إلى العمل لكني لم أستطع أن أحول تركيزي إلى أي شيء آخر ، فطوال اليوم أتذكر هذا الشخص ، أحاول أن أسترجع ملامح وجهه ، أكرر كلماته ، ابتسامة غريبة تعلو وجهي ، ثم عودة إلى الواقع مرة أخرى .
عدت إلى المنزل وحاولت أن أكمل يومي بشكل طبيعي ، حاولت أن أتناسى ما حدث صباحا ، نمت الليلة وما حدث معي في الصباح يؤرق عيناي . عندما استيقظت صباحا لم أفكر كثيرا في الموضوع لكني تذكرت ما حدث بالأمس عندما وصلت إلى محطة القطار .
حبل أفكاري ( 3 )
نظرت في كل اتجاه ولم أجده ، أتى القطار مسرعا وتوجهت إلى عملي ، مر يومي بشكل ممل وبطيء ، غادرت العمل ، وبعد أن نزلت من القطار وجدته يقف هناك في زاوية يبدو عليه الانشغال بشيء ما ، حاولت أن أدير وجهي ولا أنظر إليه ، مررت من أمامه ، لحق بي ثم وجدته أمامي ينظر إلي قائلا :
” أرجوك لا تنزعجي ، أنا لا أقصد أن أضايقك ، فقط أتمنى أن تقبليني كصديق ، لا بل أكثر من صديق “
لم أعرف كيف أجيبه ، حاولت أن أعبر لكنه اعترض طريقي وتحدث مرة أخرى :
” أرجوك أريد فقط أن أعرف رقم هاتفك “
لم أعلم حتى هذه اللحظة كيف وافقت وأعطيته الرقم ، توجهت إلى بيتي مسرعة ، أشعر بألم غريب في معدتي وابتسامة تحاول أن تحتل وجهي ، دخلت غرفتي ، أغلقت هاتفي وحاولت أن أنام .
توجهت في اليوم التالي إلى نفس محطة القطار ، لم أجده هناك ، صعدت إلى القطار نظرت من النافذة ، فإذا به ينظر إلي قائلا بصوت غير مسموع :
” انتظري مكالمتي “
وصلت إلى مقر عملي ، بدأت أعد لبداية يوم من العمل ، لقد تراكمت علي العديد من الأشياء في الأيام الماضية ، لم أكد أضع حقيبتي حتى سمعت رنين الهاتف ، أخرجته ، فإذا به رقم غريب لم يخطر ببالي أنه هو ، أنا حتى لا أعرف له اسما بعد .
حبل أفكاري ( 4 )
فتحت الهاتف ، لم أكد أنطق كلمة ” من معي ؟ ” حتى رد علي صوت غريب :
” هاتفك كان مغلقا بالأمس ، لماذا ؟ “
لم أعرف كيف أجيب ، لم أفهم ما قاله للوهلة الأولى ، أكمل حديثه ، تحدثنا طوال هذا اليوم والأيام التي أتت من بعده ، كان ينتظرني يوميا كل صباح ، ننتظر سويا القطار ، يمضي كل منا في طريقه ، نتحادث طوال اليوم ، ينتظرني في وقت العودة إلى المنزل ، نتحادث في كل الأشياء .
في بداية الأمر أعجبتني طريقته ، وأعجبتني حالتي ، بدأت ملامحه تعلق في ذهني ، بدأت أنتظر مكالماته ، بدأت أنجذب إليه ، قاومت هذا الشعور بداخلي ، حاولت جاهدة أن أقاومه ، أخيرا قررت أن أستسلم لمشاعري ، قررت أن أترك قلبي يحيا كما يحب .
في نفس الوقت الذي بدأت أعتاد على وجوده في حياتي ، بدأ هو في الابتعاد ، لم أفهم لماذا ؟ في بداية الأمر ، حاولت أكثر من مرة أن أشجعه أن يقترب مني أكثر ، لكن المسافات بيننا ابتعدت ، لم يعد هاتفي يدق كما مضى ، لم تعد محطة القطار مكان اللقاء كما تعودنا ، لم يعد رفيق عودتي إلى المنزل بعد الآن .
لقد اختفى من حياتي ، لم أعد أراه ، أين هو ؟ لماذا الآن ؟ ماذا حدث ؟ حاولت أن أجيب على كل هذه الأسئلة بنفسي ، لكني لم أجد أي نتيجة . عدت إلى سابق أيامي ، عدت أستيقظ قبل ميعادي كما كنت ، عدت أنهك نفسي بالعمل كي لا أفكر بشيء آخر ، والأهم عدت لدوامة أفكاري بجوار محطة القطار .
قصص عن الحب ( 3 )
قصة تحمل في سطورها عواطف حقيقية من الحب المتدفق ، لكن تختلط مشاعر التضحية والأنا وعزة النفس دون أن تتمسك بأي خيط من الأمل ، فتسقط في النهاية أمام أبواب الندم . دعونا نتابع قصة ماضي وحبيبته .
ماضي ( 1 )
كان يعلم مدى صعوبة ما يمر به قبل أن يقرر الدخول فيه ، لكن بالنسبة له لم يكن هناك مفر ، فهذا هو مصيره المحتوم .
بعد أن عاد من الخارج إلى بيته مع صديقه أيمن ، جلس على السرير وأخذ وضع النوم بعد أن غطى قدمه بالغطاء ، أمسك بهاتفه ثم نادى على أيمن بأن يأتي له بكوب من الماء ، أخذ يقلب في رسائل الواتس على هاتفه محدثا نفسه :
– معقول هي لحد دلوقتي بتحبني ، أعمل إيه ثاني ، ليه مش قادرة تفهم اننا مينفعش نكمل سوا ، انا مش عاوز اجرحها ، بس لازم عشان تاخد قرار زي ده انها تسيبني اني اجرحها ، و الله عشانها مش علشاني .
رن الهاتف قاطعا حديثه ، وكانت هي المتصلة ، وتابع حديثه مع نفسه :
– اهون عليا بشوفها تكرهني ولا اني اشوف حبها ليا بيتحول لعطف .
يغير من ملامح وجهه ويقوم من نومه ساندا ظهره إلى الخلف ، ويرد عليها :
– آلو .
– ايوة يا حبيبي ، انت كويس ؟
– آها كويس .
– انت فين من امبارح طيب ، معقول كل ده مسمعتش او مشفتش رناتي ؟
– لا ما أخذتش بالي !
– إزاي يعني ؟
– هو ايه اللي إزاي يعني ؟
ماضي ( 2 )
– ايوة كنت بتعمل ايه شاغلك كدة ؟
– كنت برة .
– مع مين ؟
– هو ايه اللي مع مين ؟ هو تحقيق ولا ايه ؟
– ولا تحقيق ولا حاجة ، هو انا غلطانة عشان عاوزة اطمن عليك .
– لا أصل حاجة تخنق .
– أنا بقيت خنقة يا ماضي .
– ايوة بصراحة ، كل دقيقة رسالة ، وكنت فين ومع مين ؟
– على فكرة انت اللي كنت مبسوط قبل كدة اني بعمل كدة ، انت بقيت متغير معايا ليه ، مابقتش قادرة افهمك .
– آها الأسطوانة اشتغلت بقى ، وايه كمان .
– انت عارف آخر مرة شفنا بعض فيها كانت امته ، او حتى اتكلمنا مع بعض زي الناس .
– عادي يعني .
– ماضي ، احنا نعرف بعض بقالنا كام سنة ؟
– هيفرق في حاجة معاكي يعني ، مبقتش اعد .
– بقالنا 3 سنين ، والمفروض إنك كنت قايلي ان خلاص الدنيا بدأت تتحسن معاك وربنا رزقك بقرشين كويسين وكان المفروض تيجي تقابل أخويا من أربع شهور .
– لا مش هينفع الموضوع ده دلوقتي ، الفلوس اللي كانت معايا ايمن اخدها عشان امه حتعمل عملية .
– يعني ايمن وأمه اهم مني .
– مفيش مقارنة أصلا .
– انا خلاص مبقتش عارفة اعمل ايه مع اهلي وانت مسبتليش فرصة حتى اني اقف معاك ، وانت دلوقتي بتقول كلام مش قادرة افهمه .
– عادي اللي انتي شايفاه اعمليه .
– ده اللي ربنا قدرك عليه ، انا مستهلش كل ده منك على فكرة .
– هنرجع للأسطوانة دي ثاني ، اه يا ستي ده اللي ربنا قدرني عليه ، وبلاش تظلمي نفسك مع واحد زيي ، وربنا يرزقك باللي احسن مني ، سلام .
ماضي ( 3 )
يغلق الهاتف والدموع تملأ عينيه ، يلقي الهاتف بجانبه ، ويفاجأ بأيمن يفتح الباب بهدوء ، يشعر ماضي بالقيء فيلقي نفسه ناحية طرف السرير ، ويخرج ما بجوفه في جردل ، يساعده أيمن على الاعتدال والجلوس في مكانه ، وينظر إليه بنظرة عتاب ، لكن ماضي يرد عليه قبل أن يتحدث :
– ده اللي كان لازم يحصل من زمان يا ايمن .
– لا مكنش لازم يحصل على فكرة ، البنت بتحبك وانت عارف ده كويس ، يا اخي على الاقل كنت تكلمها بأسلوب أحسن من كدة .
– لو أسلوب أحسن من كدة مش هتبعد ، مش حتكرهني .
– انت غلطان يا صاحبي ، انت الحمد لله بتتحسن ، كان ممكن تقولها الحقيقة ، وهي جدعة مكنتش هتسيبك .
– عشان جدعة ومش هتسيبني مش لازم اقولها اللي فيا ، اهون علي تكرهني لكن مشفش حبها ليا بيتحول لعطف وشفقة .
– انت ليه شايف كدة بس ؟
– اقولك ليه ، عشان دي .
يكشف الغطاء عن قدمه ، يحملها بيده ويضعها على الأرض ، يحاول الوقوف لكنه يسقط على الأرض ، يسرع إليه أيمن فيسنده واضعا قدمه خلف ظهره ، وينظر إليه ماضي متحدثا :
– العلاج مش بيجيب نتيجة يا ايمن ، السرطان بياكل في عضمي ، وفي أي وقت ممكن أموت ، ليه أخليها تعيش معايا في الوضع ده ، ملهاش ذنب .
– وملهاش ذنب برده انها حبتك يا ماضي .
– بس حيبقى علي انا ذنب اني أخليها تعيش حياتها وتضيع شبابها مع واحد عاجز .
– لو هي مكانك كنت هتسيبها ؟
– لا ! أنا راجل اقدر اصرف عليها واستحمل ، واشيلها في المحنة دي ، هي هتجيب فلوس منين عشان تصرف عليا وفنفس الوقت ترعاني ، ده ظلم ليها ، وانا ممكن ارضى باي حاجة ولا اني اشوفها تعبانة .
ماضي ( 4 )
يمسك ماضي يد أيمن ويحاول الجلوس على السرير مرة أخرى ويكمل كلامه :
– صدقني يا ايمن كدة احسن ليها ، وهي مع الوقت هتنساني وربنا هيبعتلها اللي يعوضها ويسعدها ويعيشها عيشة كويسة .
ينام ، ويضع أيمن الغطاء مرة أخرى على قدمه .
بعد مرور عام :
يركب ماضي السيارة مع صديقه ايمن ، امامه يوجد جواب مفتوح ، يمسك ماضي الورقة التي كانت بداخله ، يقرأها والجمود على وجهه ، مكتوب فيها :
” انا دلوقتي في لبنان ، مع جوزي ، ايوه جوزي يا ماضي ، ممكن مكنش بحبه دلوقتي ، لكن على الأقل هو بيحبني ومستعد يعمل اي حاجة عشاني ، بحاول اني أنساك ، لكن مش هخبي عليك مش قادرة ، جلساتي مع الدكتور النفسي اللي انت كنت السبب اني اعملها ، كانت من نتايجها ان الهروب مش هيفيد في حاجة .
وعشان اتعالج منك لازم اواجهك ، وانا عاوزة اتعالج منك ، ومش عاوزة اخون جوزي بمجرد التفكير فيك ، عشان كده بعتلك الجواب ده ، اتمنالك حياة سعيدة بجد زي اللي انت ادتهاني دلوقتي يا ماضي ” .
أمسك ماضي بالورقة ، كومها في يده ، وأشار إلى أيمن أن يقف بالسيارة .
نزل ماضي من السيارة ، يقف على قدميه ، وبيده اليمنى عكاز يستند عليه ، وبيده الأخرى الجواب ، أشار إلى صديقه بأن ينتظر في السيارة يريد أن يكون منفردا مع نفسه ، مشى قليلا وهو يتحدث مع نفسه :
” كنت مستني ايه ، تستناك ، تستحملك ، انت غبي ، لا ، انا مش غبي ، اي حد في مكاني كان يعمل كدة ، بس ممكن واحد من اللي في مكاني دول يبقى باصص ان في امل ، انا اهو مموتش وواقف على رجلي ( يرمي بالعكاز في الهواء ) اخذت ايه يعني ، اخذت ايه ” .
يرفع وجهه للسماء ، ويطلق صرخات عالية يصاحبها بكاء شديد ، ويسقط على الأرض وهو ينظر إلى الجواب في يده .
قصص عن الحب قصيرة
حب فيسبوكي !
لم يعد قيس مجنونا بحبيبته ليلى ، وانقطع جميل عن التغزل بحبيبته بثينة ، فنحن في زمن جيل وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تصدر ” سندويتش الحب ” بين أروقة فيسبوك وواتساب ومن سار في خطهم .
كانت لميس مفتونة جداً بقصص الحب الصادق ، وحكايات الغرام التي تشاهدها في الأفلام والمسلسلات التركية والكورية ، و ربما كانت تتخيل فارسها المستقبلي كما الأساطير الرومانسية التي يضحي فيها الحبيب بالغالي والنفيس من أجل الظفر بقلب محبوبته ، ويتحول بيت الزوجية إلى حدائق غناء تفوح أزهارها بعبق الحب والدلال .
مر أكثر من شهر على تعرف لميس على صديقها عمر – والذي اقتنصها – في إحدى أزقة صفحات الفيسبوك الضالة ! كان عمر مثاليا لأقصى الحدود – بحسب ظنها – فهو شاب من اجمل الشباب ، وكلامه يقطر رقة وشهدا . كما أنه يتفنن في إلقاء اشعار الحب والغرام على مسامعها ، وقراءة قصص الحب الرومانسية من خلال تسجيلات واتساب الصوتية .
وطلب اللقاء تلو اللقاء ، وتلا اللقاء نظرة وابتسامة وعناق ، وتلى العناق ذلك الشيء الذي يقسمون بشرفهم على أنهم سيبقون معهم إلى النهاية ، وهو الزواج …
ضاع الشرف ، وانتفخ بطن لميس ، واختفى عمر بعد أن حذف حسابه على فيسبوك ، وغير رقم هاتفه …
حب صادق ( 1 )
كان خالد بقالا بسيطا ، لكنه يحمل قلبا طيبا وكبيرا ، وفوق ذلك مستواه العلمي راق جدا ، لكن لظروف خاصة طرأت به ، اضطر أن يتخذ من التجارة مهنة لكسب لقمة العيش .
كان خالد عاشقا ورومانسيا لأقصى الحدود ، وكان دائما يحلم بأن يتزوج فتاة يعيش معها قصة حبّ حقيقي كما في القصص والروايات ، ولذلك لم يكن يتقرب من أي فتاة تطأ قدماها بقالته ، وفوق ذلك كانت أخلاقه ومبادئه وتربيته تمنعه من أي تصرف طائش مثلما يفعل الكثير من الشباب ممن هم في سنه .
ظل خالد على هذه الحال وهو يبلغ من العمر 33 سنة ، ولم يستطع أي شخص أن يقنعه بالزواج ، لأنّ مطالبه واضحة ، ثم إنّ قلبه لم يخفق لأي فتاة حتى جاء ذلك اليوم .
كان كعادته منهمكا في حساب السلع ، حتى دخلت عليه إحداهن – فتاة طالبة وخجولة ومؤدبة ، طلبت منه بعض البسكويت والعصير ، وودعته بلطف وأدب ، ثم انصرفت .
حب صادق ( 2 )
أحس خالد لأول مرة في حياته بشعور لا يوصف ، يبتسم لوحده ، يخفق قلبه ، صورة تلك الفتاة وابتسامتها لم تغادر مخيلته ، لكن خالد دائما يحاول أن يحكّم المنطق والعقلانية في قراراته ، فاعتبر أن الأمر لا يعدو إعجابا عابرا كما حدث مع أخريات ، وسرعان ما تزول آثاره .
جاءت تلك الفتاة مرة أخرى ، وبما أن البقال مثل المخبر أو الطبيب النفساني الذي يحاور الجميع ، استطاع بكل أدب وذكاء أن يعرف اسمها ويتقرب إليها بطريقة غير مباشرة ، وسبب ذلك أنها ناولته هاتفها المحمول لإصلاحه ، فخالد كان معروفا ببراعته في هذا المجال .
وعن طريق هذه الصدفة الحسنة استطاع خالد أن يحصل على رقم هاتفها ، لتنتقل المحادثة وتتطور إلى واتساب ، وهذه المرة كانت قصة خالد ومنال على عكس قصتنا السابقة ( عمر ولميس ) …
لقد أحب خالد منال حقا بكل ما تحمله كلمة حب من معنى ، حب يسع البحر بحجمه الكبير ، ويطال النجوم بأعداداها اللامتناهية ، وبادلته منال نفس الشعور ، أو كما يقال : كُتب على أرواحهما هذا الانسجام المثالي التام الذي أذكته المشاعر العاطفية الصادقة .
صلى خالد ركعتين شكرا لله على أن لبى رغبته في أن يعيش قصة حب – في الحلال – وهو ما أثمر في نهاية الأمر بزواج طيب وتلاحم جميل بين عائلتي العروسين ..ولحدود كتابة هذه الأسطر ، سيرزق صديقنا خالد قريبا بمولود وثمرة طيبة عن حبيبين عاشقين .