قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
قصص عن التعاون في الاسلام
قصص عن التعاون في الاسلام
التعاون مع إخوانك
أحس شيخ كبير بقرب أجله، فجمع أولاده الثلاثة، ليوصيهم بوصية تنفعهم في حياتهم، فأعطاهم حزمة كبيرة من الحطب، وطلب من كل واحد منهم أن يكسرها بمفرده، فحاول كل واحد أن يكسرها، لكنه لم يستطع لشدة قوتها وصلابتها .
أخذ الأب الحزمة، وفكها إلى أعواد، وأعطى كل واحد منهم عودا، فكسره بسهولة فقال الأب لأبنائه : إنكم يا أبنائي مثل هذه الحزمة إذا اتحدتم وكنتم يدا واحدة فلن يستطيع أحد مهما بلغت قوته أن يغلبكم، وإن تفرقتم فسوف يصيبكم لضعفكم، ويتمكن عدوكم منكم، فعليكم يا أولادي بالتعاون في قضاء أموركم فإن في التعاون قوة .
تعاون في بناء المسجد الأول
كانت أول خطوة خطاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد الهجرة هي إقامة المسجد النبوي، ففي المكان الذي بركت فيه ناقته أمر ببناء هذا المسجد، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه، وساهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبن والحجارة ويقول :
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
مساعدة المسؤول
دعا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سعيد بن عامر إلى مساعدته وقال : يا سعيد ، إنا مولوك على أهل حمص، فقال : يا عمر نشدتك الله ألا تفتني .
فغضب عمر وقال : ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني !! والله لا أدعك، ثم ولاه على حمص وقال : ألا نفرض لك رزقا ؟ قال : وما أفعل به يا أمير المؤمنين ؟! فإن عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي، ثم مضى إلى حمص .
تعاون بين الزوجين
على الزوجة أن تعاون زوجها كما فعلت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما زوجة الزبير بن العوام .
قالت أسماء – رضي الله عنها – : كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس وكنت أسوسه، وأقوم عليه، وكانت رضي الله عنها تعلفه، وتسقي الماء، وتخرز الدلو، وتنقل النوى على رأسها من أرض له على ثلثي فرسخ .
مشروع زواج
كان أحد الصحابة قد انقطع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخدمه ويبيت عنده ليلي أمره إذا نزلت بالرسول حاجة فقال له رسول الله : ” ألا تتزوج ” ؟ فقال : يا رسول الله إني فقير لا شيء لي، وانقطع عن خدمتك، فسكت ثم عاد ثانيا، فأعاد الجواب ثم فكر الصحابي وقال :
والله لرسول الله أعلم بما يصلحني في دنياي وآخرتي، وما يقربني إلى الله، ولئن قال لي الثالثة لأفعلن، فقال له الثالثة : ” ألا تتزوج ” ؟
فقال يا رسول الله زوجني، فقال : ” اذهب إلى بني فلان، فقل : إن رسول الله يأمركم أن تزوجوني فتاتكم ” فقال يا رسول الله : لا شيء لي ( أي لا يملك شيئا ) فقال – صلى الله عليه وسلم – : ” اجمعوا لأخيكم وزن نواة من ذهب ” ، فجمعوا له وذهبوا إلى القوم فزوجوه، وجمع له أصحابه شاة للوليمة .
اقرأ أيضا : قصص عن التنافس في الخير : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
تعاون الأبناء مع الآباء
أمر الله تعالى نبيه إبراهيم – عليه السلام – أن يبني الكعبة، ليحج إليها الناس ويزوروها من كل مكان وفي كل زمان، فاخبر إبراهيم – عليه السلام – ولده إسماعيل – عليه السلام – بذلك، فوافق على الفور، وتعاون مع أبيه في هذا العمل العظيم .
فذهب إلى المكان المخصص لبناء البيت، وكان يجمع الحجارة، وكان أبوه يقوم بعملية البناء، حتى ارتفع البناء، وكان إبراهيم وولده يدعوان ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل الصالح بقولهما : “ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” ( البقرة 127 ) فتقبل الله منهما دعاءهما .
تعاون مرفوض ( 1 )
قال أبو عبد الله : لا أعرف كيف أروي هذه القصة التي عشتها منذ فترة والتي غيرت مجرى حياتي كلها، والحقيقة أنني لم أقرر أن أكشف عنها إلا من خلال إحساسي بالمسئولية تجاه الله، ولتحذير بعض الشباب الذي يعصي ربه وبعض الفتيات اللاتي يسعين وراء وهم زائف اسمه الحب .
كنا ثلاثة من الأصدقاء يجمع بيننا الطيش والعجب، كلا بل أربعة، فقد كان الشيطان رابعنا .
فكنا نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول ونستدرجهن إلى المزارع البعيدة، وهناك يفاجأن بأننا قد تحولنا إلى ذئاب لا ترحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا ومات فينا الإحساس، هكذا كانت أيامنا وليالينا في المزارع، في المخيمات والسيارات على الشاطئ، إلى أن جاء اليوم الذي لا أنساه .
ذهبنا كالمعتاد للمزرعة ، كان كل شيء جاهزا، الفريسة لكل واحد منا، الشراب الملعون .. شيء واحد نسيناه ، وهو الطعام .
وبعد قليل ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته، كانت الساعة السادسة تقريبا عندما انطلق . ومرت الساعات دون أن يعود، وفي العاشرة شعرت بالقلق عليه فانطلقت بسيارتي أبحث عنه، وفي الطريق؛ وعلى البعد رأيت سيارة ينبعث منها دخان كثيف .
وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي والنار تلتهمها وهي مقلوبة على أحد جانبيها، أسرعت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعلة وذُهلت عندما وجدت نصف جسده وقد تفحم تماما لكنه كان ما يزال على قيد الحياة فنقلته إلى الأرض .
تعاون مرفوض ( 2 )
وبعد دقيقة فتح عينيه وأخذ يهذي : النار النار .. فقررت أن أحمله بسيارتي وأسرع به إلى المستشفى لكنه قال لي بصوت باك : لا فائدة، لن أصل .
فخنقتني الدموع وأنا أرى صديقي يموت أمامي وفوجئت به يصرخ : ماذا أقول له ؟ ماذا أقول له ؟ نظرت إليه بدهشة وسألته : من هو ؟ قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق : الله .
أحسست بالرعب يجتاح جسدي ومشاعري وفجأة أطلق صديقي صرخة مدوية ولفظ آخر أنفاسه .
ومضت الأيام لكن صورة صديقي الراحل لا تزال تتردد في ذهني وهو يصرخ والنار تلتهمه .. ماذا أقول له ؟ ماذا أقول له ؟
ووجدت نفسي أتساءل : وأنا ماذا سأقول له ؟ فاضت عيناي واعترتني رعشة غريبة وفي نفس اللحظة سمعت المؤذن لصلاة الفجر ينادي : الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة .
أحسست أنه نداء خاص بي يدعوني إلى طريق النور والهداية، فاغتسلت وتوضأت وطهرت جسدي من الرذيلة التي غرقت فيها لسنوات وأديت الصلاة ومن يومها لم يفتني فرض .
وأحمد الله الذي لا يحمد سواه، لقد أصبحت إنسانا آخر، وسبحان مغير الأحوال، وبإذن الله أستعد للذهاب لأداء العمرة وإن شاء الله الحج فمن يدري فالأعمار بيد الله .
تعاون الناس كان سببا في إسلامه
أستاذ الصحافة المسلم ” مارك شيلفر ” أستاذ علم الصحافة بجامعة نيويورك من أسرة مسيحية كاثوليكية، سافر إلى المغرب ، يقول :
” تعثرت قدمي في حفرة ذات يوم حينما خرجت لأول مرة إلى مكان شعبي بمدينة الرباط، وعلى الفور وجدت عددا من المغاربة يسارعون إليّ لمساعدتي على النهوض، ويسألونني في لهفة عما إذا كنت قد أصبت بسوء !! ” .
ثم أردف هذا الموقف بما حدث أثناء فترة مرضه قائلا : ” ومرضت ذات مرة فوجدت عشرات من جيراني ومعارفي يأتون لزيارتي، ويحاول كل منهم أن يصنع لي شيئا، فدهشت لهذا السلوك الإنساني الذي لم أجد له نظيرا في بلدي أمريكا، حيث الكل لا يهتم إلا بنفسه، وطابع الحياة المادية البحتة هناك يصبغهم جميعا بالأنانية ” .
وبينما أنا أقلب ترجمة معاني القرآن الكريم إذا بي أطالع تفسير الآيتين الكريمتين : ” لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ” ( الأنعام 103 – 104 ) .
عندئذ لم أتمالك نفسي، ووجدت الدموع تنهمر من عيني، ومن ثم أيقنت أن هذه إشارة صريحة من الله عز وجل ترشدني إلى الإسراع في اعتناق الدين الإسلامي، واللحاق بركب الموحدين، وعلى الفور، حزمت حقائي، وسافرت إلى أمريكا حيث أشهرت إسلامي أنا وزوجتي وولدي بالمسجد الكبير في نيويورك .