قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
قصة نيلز صاحب الأفلام الكارتونية الشهيرة "مغامرات نيلز"
قصة نيلز صاحب الأفلام الكارتونية الشهيرة "مغامرات نيلز"
القصة ليست طويلة بقدر ما انها جميلة
كُلُنا أو أكثرنا شاهد مسلسل الأطفال الكارتوني ... نيلز !!! والذي يتحدث عن قصة طفل إسمه (نيلز) , قام ساحر بمسخه مِن حجمه الطبيعي إلى حجم صغير جداً بسبب إيذائِه الحيوانات ... وعليه لجأ إلى مرافقة الوزة الداجنة (مورتن) التي تعيش في المزرعة وثم يقوم بمرافقة مورتن مع سِرب الوز البري المهاجر عبر البلد ذاتها ... شمالاً في فصل الصيف , وجنوباً في فصل الشتاء مروراً بمناطق مختلفة تضاريسياً ... مع معايشته , نيلز , للحياة اليومية لهذه الطيور وأحاسيسها إلى آخر المسلسل الرائع ...
ذكرت هذه المقدمة لأقول ، هل مِنْا مَن يعرف أصل القصة وكاتبها أو كاتبتها ولمَ كُتِبت ؟!! لقد تسنى لي ذلك ... فأحببت مشاركتي لكم بالمعرفة ، ورأيت أن فكرة كتابة هذه القصة ذو معنى رائع ... كما أن كاتبتها تميَّزت بحس عالي ... والأروع إن تكريم هذه الكاتبة مِن قِبَل بلدها كان أروع ... بأن وضعت صورتها على إحدى العملات الورقية لبلدها !!! وصورة نيلز بطل القصة والوزة مورتن على الوجه الثاني للعملة .. .نعم ، تمعنوا بالعملة الورقية المرفقة بهذه القصة وفيه وجهَّي العملة .. .
إنها ... السويد ... وعملة السويد هيَّ (الكرون) ... وهذه العملة الورقية مِن فئة العشرين كرون ... تمعنوا بالصورة جيداً , إنه مورتن مع نيلز !!!
لم أنتهي بعد , لنتكلم عن سيرة الكاتبة , وسبب كتابتها لهذه القصة .. .الكاتبة هيَّ , سيلمى ليكرلوف , سويدية ,حائِزة على جائزة نوبل للآداب عام 1909 , وهيً أول إمرأة سويدية كاتبة تحصل على هذه
الجائزة ... وُلِدت الكاتبة عام 1858 في إحدى المحافظات السويدية في وسط السويد وأسمها (دالنا) , وكانت ولا تزال تلك المنطقة مفعمة بالحياة والحيوية والتراث الأصيل ... عندما كانت (سيلمى) صغيرة عانت من مرض في وركها مما حدَد من إنطلاقِها مع مَن في مِثل عمرها بالإنطلاق والرقص وعَيش حياة الشباب ... فكانت سيلمى خلال التجمعات بين الأهالي ، تُفضِّل الجلوس مع كبار السن والإستماع إلى قِصصهم ورواياتهم وحكاياتهم , بالإضافة إلى أنه في تلك الفترة في السويد كان عندهم (القصة خون) ، لا أدري إن كتبتها بشكلها الصحيح ، أي الذين يجلسون في المجالس و يروٌن القصص شفاهياً , فكانت تجلس إليهم وتستمع بكل حواسها لِقصصهم ... ومنذ تلك الفترة وهي تحلم أن تكون كاتبة !!!
تمر الأيام وتتغيّر الظروف الإقتصادية للبلاد وتنسى (سيلمى) حلمها
وتدرس لتكون معلِمة تُدِّرس في المدارس المختلفة لِتساعد أهلها في معيشتهم , وهي التي جاءت من عائلة ميسورة الحال تملك مزرعة فيها الحيوانات والدواجن المختلِفة ... وبعد عشرة سنوات قضتها بالتدريس والإستفادة من معايشتها للحياة اليومية للناس بمختلف شرائحهم ، بدأ الحلم يراودها بأن تكون كاتبة ، وكان لها ما أرادت ... نشرت كتبها وبدأت تُعرَف وتشتهر بصدق وروعة كتباتها .. .
نعود إلى قصتنا ... كيف كتبت سيلمى قصة نيلز ؟!!
لاحظ المعنيين بشؤون المدارس والتربية والتعليم , أن التلاميذ كانوا يكرهون درس الجغرافيا , وكانوا يُدَّرِسون لهم جغرافية بلدهم التي هي (السويد) , وأن إقبال التلاميذ على فهم هذه المادة المهمة لبلدهم ضعيفة ... ومن خلال بحثهم لهذه الظاهرة , وجدوا أن كتاب الجغرافية المقرر للتلاميذ ممل وكئيب ومملوء بالمعلومات التي لا تجذب التلاميذ ... لِذا فكروا بأن يوكلون المهمة لهذه المعلمة الكاتبة المدهشة بكتابة كتاب الجغرافية بمستوى وبطريقة تجذب التلاميذ (وتجذبنا(!!! لدراسة جغرافية بلدهم ... فوافقت الكاتبة (سيلمى) على هذا التحدي ... ولكن آنْا لها هذا العمل إن لم تفكر بطريقة تحاكي عقول الصغار وتشوقهم إلى المتابعة والإستمرار في المعرِفة , ثم ماذا عن جغرافية البلاد نفسها ؟!! فهي كاتبة وليس لها إلمام بجغرافية البلاد ؟!! فما العمل ؟!! لقد كُلِفت بالمهمة سنة 1900 ... وأخذت هذه المهمة منها (6 سنوات) ... فكرة ودراسة وسفر حول طول البلاد وعرضها ... لتنتهي من المهمة بصدور كتابها لجغرافية السويد بعنوان (نيلز هولكرسونس ورحلته الرائعة عبر السويد) ... حيث كان ذلك في سنة 1906
فقرأ الكتاب الكبار قبل الصغار ... ونجح في جذب التلاميذ إلى درس الجغرافية ... تُرجم الكتاب إلى 12 لغة , وصار فلماً كارتونياً ذو عِبرة ومعنى رائعيين .. .
إلى هنا أنتهت القصة ...
وأعتقد إنه سيزول العجب من وضع صورة هذة الكاتبة وقصتها الرائعة على عملة البلد تخليداً لذكرى عمل عظيم سيُذكر لِحُقَب زمنية مديدة .. .