اخبار الطباخبار العلومطب وعلوممفالاتمقالاتمنوعات
بصمة الإصبع
بصمة الإصبع
بصمة الإصبع fingerprint، هي نتوءات بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات، ولكل شخص شكلاً مميزاً، وقد ثبت أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة، وهذه الخطوط تترك أثرها على كل جسم تلمسه وعلى الأسطح الملساء بشكل خاص. لذلك فإن التعرف على بصمة الإصبع يشير إلى آلية التحقق من تطابق بصمتي إنسان، وتعتبر بصمة الأصابع أحد أنواع المقاييس الحيوية المستخدمة في التحقق من الهوية وتوثيقها.
يوجد لدى الإنسان نتوءات صغيرة على أصابعه، بحيث تجعل عملية الإمساك بالأشياء أكثر سهولة. ومثل كل عضو في جسم الإنسان، تشكلت هذه النتوءات بسبب عوامل وراثية وبيئية، تعطي الشفرة الجينية للدنا الأساسيات التي يجب أن يتشكل عليها الجين النامي. لكن طريقة تكوينها تعتمد على أحداث عشوائية. مثل موقع الجنين في الرحم في لحظة معينة وتركيز وكثافة السائل المشيمي المحيط بالجنين يقررون كيف سيتكون كل نتوء. لذا، بالإضافة إلى العوامل الغير معدودة التي تتدخل في التركيب الوراثي للإنسان هناك العوامل البيئية العديدة والتي تؤثر على تشكيلة الإصبع. فعملية التطوير فوضوية جداً كالأحوال الجوية التي تشكل الغيوم، بحيث لا يمكن أن تكون هناك بصمة إصبع مكررة مرتين.
ولذلك تعتبر بصمة الإصبع علامة شخصية فريدة حتى في التوأم المتماثلة. وبالرغم من أن النظرة الخاطفة على بصمتين قد يتبين أنهما متماثلتين إلا أن محقق محترف أو برنامج متقدم يمكن أن يكتشف الاختلاف. وهذه هي الفكرة الأساسية لتحليل بصمة الإصبع في كلاً من الحماية والتحقيق في الجرائم.
بصمات الإنسان تمثل هوية له
أصابع الإنسان سواها الله جل وعلا، بحيث تأخذ صورة مختلفة ومستقلة عن غيرها، فبصمات الإنسان تمثل هوية له، حيث إنها لا تشابهها بصمات غيره من الناس أبداً وحتى أقرب الناس إليه، ولا يخفى ما في ذلك من قدرة وإبداع في التصوير والتسوية، وإلى أي مدى وصلت قدرة الله تعالى، حيث إنه لا يعجزه أن يعيد خلق الإنسان مرة أخرى بدقة وإتقان، فهو قادر على إعادة كل صفاته وملامحه بما فيها بصمات اليد، والبنان طرف الإصبع، تدعمه عظمة صغيرة، يحيط بها نسيج لين مرن يغطيه جلد خارجي، تظهر عليه «التضاريس» التي تتميز بخطوط معينة تسمى «البصمة».
وبصمة الإصبع تتألف من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها خطوط منخفضة، تترك طابعها الخاص على كل شيء تلمسه، خصوصاً الأشياء الملساء، وتتكون هذه الخطوط وتتفرع بطريقة تختلف من شخص لآخر، وتحمل معنى العِصمة عن الخطأ في تحديد هوية الشخص، وفي العام 1823م اكتشف عالم التشريح التشيكي «بركنجي» حقيقة البصمات، ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع «البنان» تختلف من شخص لآخر، أقواس أو دوائر أو عقد أو على شكل رابع يدعى المركبات، وفي العام 1858م، أشار العالم الإنجليزي «وليم هرشل» إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، ما يجعلها دليلاً مميزاً لكل شخص، وفي العام 1877م اخترع الدكتور «هنري فولدز» طريقة وضع البصمة على الورق باستخدام حبر المطابع، وفي العام 1892م أثبت الدكتور «فرانسيس غالتون» أن صورة البصمة لأي إصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته، فلا تتغير رغم كل الطوارئ التي قد تصيبه، وأثبت غالتون أنه لا يوجد شخصان في العالم لهما نفس التعرجات الدقيقة، وقد أكد أن هذه التعرّجات تظهر على أصابع الجنين، وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و120 يوماً، وقد وجد العلماء أن إحدى المومياء المصرية المحنطة احتفظت ببصماتها واضحة جلية.
ولا غرابة أن يكون البنان إحدى آيات الله تعالى التي وضع فيها أسرار خلقه، والتي تشهد على الشخص من دون التباس، فتصبح أصدق دليل وشاهد في الدنيا والآخرة، كما تبرز معها عظمة الخالق جل ثناؤه في تشكيل هذه الخطوط على مسافة ضيقة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات مربعة، قال تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى? قَادِرِينَ عَلَى? أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ)، «سورة القيامة: الآيات 3 و4»، فتشير الآية الكريمة إلى أن البنان يميز كل إنسان عن سواه، والبنان في اللغة أطراف الأصابع، وهكذا فإن إنكار كفار قريش البعث يوم القيامة قابله النص القرآني، بأن الله قادر على أن يجمع عظام الميت، حيث رد عليهم رب العزة بأنه ليس قادراً على جمع العظام البالية فحسب، بل حتى على خلق وتسوية بنانه، هذا الجزء الدقيق الذي يعرّف عن صاحبه، والذي يميز كل إنسان عن الآخر مهما حصل له من الحوادث.
وتتحدث الآية الكريمة عن إعادة خلق بصمات الأصابع جميعها لا بصمة إصبع واحدة إذ إن لفظ «البنان» يُطلق على الجمع أي مجموع الأصابع، ولا غرابة أن يكون البنان إحدى آيات الله التي وضع فيها أسرار خلقه وتشهد على الشخص، فتصبح أصدق دليل، فأقسم الله تعالى بالقيامة أنه قادر على أن يرد هذه البنان كما كانت وبنفس الدقة.
محدِّد وحيد للهوية
بصمات الأصابع هي شكل من أشكال البيولوجيا الإحصائية، وهي علم يستخدم خصائص الأفراد الجسدية والبيولوجية لتحديد هويتهم.
فلا يوجد شخصان لديهما بصمات الأصابع نفسها، حتى ولو كانا توأمين متماثلين. كذلك فإن بصمات الأصابع لا تتغير، حتى عندما تتقدم بنا السن، إلا في حال دُمرت الطبقة العميقة أو ’’الأساسية‘‘ لهذه البصمات أو غُيِّرت عن قصد بعملية جراحية تجميلية.
وللبصمات ثلاثة أنماط أساسية تدعى الأقواس، والحلقات، والدوامات. وما يجعل كل بصمة فريدة من نوعها هو شكل التفاصيل الصغيرة في هذه الأنماط، وحجمها وعددها وترتيبها.
المطابقات
عندما يتم العثور على بصمة في مسرح الجريمة فإنّها تُعرف بـ ’’علامة الإصبع‘‘ أو ’’البصمة الخفية‘‘. ومقارنة هذه البصمة ببصمات أخرى مسجلة في قواعد البيانات الشرطية قد تتيح ربط سلسلة من الجرائم فيما بينها أو تأكيد وجود شخص مشتبه به في مسرح جريمة.
ولدى الإنتربول قاعدة بيانات دولية تدعى منظومة التبين الآلي لبصمات الأصابع (AFIS).
ويمكن للمستخدمين المخوّلين في البلدان الأعضاء مقارنة البصمات المسجلة في قواعد بياناتهم الوطنية بمنظومة AFIS عندما يشتبهون في أن للجريمة طابعا دوليا. وتتضمن منظومة AFIS أكثر من 000 220 بصمة مسجلة وما يزيد على 000 17 من الآثار المرفوعة من مسارح جرائم.
في عام 2019، تمكَّن الإنتربول من تحديد هوية أكثر من 600 1 شخص نتيجة تعزيز تبادل البصمات ومقارنتها من قبل البلدان الأعضاء.
وتبادل بيانات الأدلة الجنائية في التحقيقات الدولية هو ركن أساسي من قدرات الإنتربول الشرطية.
التكنولوجيا والابتكار
من خلال بوابة منظومة التبيّن الآلي لبصمات الأصابع، يحصل المستخدمون على نتائج تقصياتهم بسرعة كبيرة:
بالنسبة للأفراد غير المدرجين في قاعدة البيانات، لا يستغرق الأمر أكثر من بضع دقائق (تقصّ آلي)؛
بالنسبة للأفراد المدرجين في قاعدة البيانات، يستغرق الأمر نحو ساعة من الوقت (تقصّ شبه آلي)؛
بالنسبة للبصمات الخفية غير المحددة المرفوعة من مسرح جريمة، يستغرق الأمر نحو ساعة من الوقت (معاملة يدوية).
وتعني المعاملة الآلية أن قاعدة البيانات قادرة على إجراء أكثر من 000 3 مقارنة في اليوم الواحد. وفي وسع المنظومة أيضا تقصّي بصمات راحة اليد وحفظها في ملفات.
ويمكن أخذ بصمات الأصابع إما عن طريق جهاز مسح إلكتروني أو يدويا باستعمال الحبر والورق. ثم يتم استخدام ماسح ضوئي لحفظ البيانات إلكترونيا بالنسق المناسب.
وتُحفظ القيود ويجري تبادلها بالنسق المحدد من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST). ولتسهيل إحالة بيانات بصمات الأصابع، وضع الإنتربول بتصرف البلدان الأعضاء أداة (image2NIST) تحوّل الملفات بنسق jpeg إلى ملفات بنسق NIST.
وستوضع حيّز التطبيق في المستقبل تكنولوجيا جديدة للتبيّن الآلي لبصمات الأصابع تتيح إجراء تقصيات أسرع وأدق. وستُدمج أيضا في مركز بيومتري جديد لتيسير إجراء تقصيات مبسطة في جميع قواعد بيانات الأدلة الجنائية لدى الإنتربول. وسيؤدي ذلك إلى تحقيق وفورات مهمة في الوقت ويكشف عن صلات كانت بقيت مخفية لولا ذلك.
تحديد هوية ضحايا الكوارث
إلى جانب البصمة الوراثية، يمكن أن تؤدي بصمات الأصابع دورا مهما في تحديد هوية الضحايا في أعقاب الكوارث الطبيعية أو التي من صنع الإنسان كالزلازل أو التفجيرات. وهذا مهم لا بالنسبة لأجهزة الشرطة التي تحقق في الحادث فقط، بل أيضا بالنسبة لأسر الضحايا.
بصمة الاصبع واستخداماتها
بصمة الاصبع
تعد بصمة الاصبع فريدة ولا تتغير على مدى عمر الإنسان؛ على الرغم من أنها تنمو مع نمو الشخص، وتعتبر انطباعًا يتم عن طريق البروز التي تكون متوازية، والتي تتواجد على سطح راحتي اليدين والقدمين.
تتشكل هذه الأنماط الجلدية قبل الولادة، وتتأثر بمجموعةٍ من العوامل العشوائية. يسود هذه الأنماط مجموعة من الميزات المركزية، مثل: الأقواس والحلقات والمستديرات.
تكمن أهمية هذه الأنماط كوسيلة لزيادة قبضة هذه المناطق من الجلد، حيث تمكن الإنسان من التعامل مع الأشياء بقوة وثبات، ويمكنك اختبار هذه الفعالية عند مقارنة قوة الاحتكاك الناتجة من تمرير أطراف أصابعك على قطعة من الخشب مثلًا، مع تلك الناتجة من تمرير الجزء الخلفي من يدك على نفس القطعة.
تشتمل بصمات الأصابع على عدة خصائص، مثل: التفرد والثبات، مما جعلها عنصرًا رئيسًا يتم استخدامه في الطب الشرعي لتحديد هوية الشخص، كما ويمكن من خلالها تحديد الجنس والعرق ونمط الحياة الغذائية للفرد، إلى جانب احتمالية الإصابة بالأمراض.
تلعب العوامل البيئية داخل الرحم والعوامل الوراثية دورًا مهمًا في تكوين بصمات الأصابع.
كيفية تَكوُّنِ بصمة الاصبع
إن ظهور الأنماط الجلدية يعتمد على الطبقة المتقرنة بين البشرة والأدمة، حيث أن انتشار الخلايا في الطبقة السفلية من البشرة أدى إلى بروزات كثيفة منتظمة متباعدة في الأدمة.
تصل هذه البروزات إلى تجاويف البشرة وتسمى الحليمات الجلدية، والتي بدورها تؤدي إلى ظهور ارتفاعات على سطح البشرة تسمى تلال البشرة.
أنماط بصمة الاصبع
تصنف بصمات الاصابع إلى ثلاثة أنماط:
الحلقات
في الحلقات، تدخل بروز البصمة من جانب واحد من الاصبع بين جزأين من طرفه هما: النواة والدلتا، ثم تنحني للخلف وتخرج على نفس الجانب من الاصبع.
صورة توضح منطقة المركز (Core) ومنطقة الالتقاء أو الدلتا (Delta) |
الأقواس
في الأقواس، تنتقل بروز البصمة من أحد جوانب الاصبع منحدرةً إلى أعلى، ثم تنحدر لأسفل قبل ترك طرف الاصبع على الجانب الآخر.
في الأقواس، تنتقل بروز البصمة من أحد جوانب الاصبع منحدرةً إلى أعلى، ثم تنحدر لأسفل قبل ترك طرف الاصبع على الجانب الآخر.
نمط القوس، لاحظ بداية البروز من أحد جانبي الاصبع ثم تقوسه لأعلى ثم لأسفل، ومن ثم خروجه من الجانب المقابل. |
المستديرات
في المستديرات، تمر بعض البروز عبر دائرةٍ كاملة. يتم تصنيف أي بصمة لديها منطقي التقاء (دلتا) أو أكثر على أنها مستديرة.
نمط المستديرة، تشكل بعض البروز دائرةً كاملة. كل بصمة فيها أكثر من منطقتي دلتا هي مستديرة. |
استخدامات بصمة الاصبع
علوم الطب الشرعي
يُعتبر تفرد بصمة الاصبع للشخص الواحد وثباتها بعد تكونها من المميزات المهمة التي جعلت منها دليلًا مهمًا في الطب الشرعي.
بالإضافة لذلك، فقد ثبت أن الإفرازات الناتجة (Eccrine secretion) من بصمات الأصابع تبقى سليمة حتى بعد تعرضها لدرجات حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية.
بناءً على ذلك، يمكن الاستفادة من بصمات الأصابع في:
- تحديد هوية الشخص أو الجثة.
- تحديد هوية شخص كان موجودًا في مسرح الجريمة.
- ربط فرد بأداة استخدمت في مسرح الجريمة كالسلاح الناري مثلًا.
- تحديد الجنس
- تشتمل بصمة الاصبع على ميزاتٍ يمكن استخدامها لتحديد جنس الأفراد، فقد ثبت أن بها المزيد من الأقواس في الإناث، على عكس الموجود في الرجال، حيث بها المزيد من المستديرات.
- التنبؤ بنمط الحياة
- مجموعة من التحليلات الكيميائية كشفت عن التركيب الكيميائي والأيضي للبصمة، والذي ساعد بالتنبؤ بنمط الحياة لصاحب البصمة.
تبين من خلال تتبع هذه التحليلات أن هناك اقتران بين بعض الأحماض الأمينية واحتمالية كون “صاحب البصمة” نباتيًا أم لا. يمكن أيضًا من خلال هذه التحليلات الكشف عن استخدام مواد كالسجائر أو المخدرات أو مستحضرات النظافة الشخصية.
احتمالية الإصابة بالأمراض
تستخدم بصمة الاصبع كأداة تشخيصية في عدد من الأمراض والتي لها خلفية وراثية أو جينية، حيث تم اعتماد نهجين تشخيصيين مختلفين، هما: النهج الكمي، والنهج النوعي.
النهج الكمي
يعتمد هذا النهج بشكل رئيسي على الأنماط الموجودة في البصمة من حلقات وأقواس ومستديرات. على سبيل المثال، هناك انخفاض في وتيرة الحلقات وزيادة في الأقواس في المرضى الذين يعانون من سرطان عنق الرحم.
النهج النوعي
يعتمد هذا النهج على عدد البروز الموجودة في البصمة. على سبيل المثال، هناك اقتران بين الانخفاض في عدد البروز الموجودة في بصمة الاصبع وبين الإصابة بمتلازمة كلاينفيلتر.
على الجانب الآخر، لوحظ زيادة في عدد البروز الموجودة في بصمات أصابع المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم.