يعاني الكثيرون من مرض الصداع، وذلك نتيجة لقوة الألم الذي يصاحبه، وحجم
المضاعفات التي ترافقه. إذ أنه يصيب الكبار أو الأطفال نتيجة أسباب وعوامل
مختلفة، فهناك أسباب تتعلق بمعاناة الشخص من مشاكل مرضية مثل أمراض المخ،
ومشاكل سوء التغذية، وكذلك المرضى المصابون ببعض الأمراض المزمنة مثل الضغط
والسكر، وهم أكثر عرضه لحدوث وتكرار نوبات الصداع.
الصداع النصفي “الشقيقة” Migraine
وهو ألم في الرأس و سمي بالشقيقية أو النصفي؛ لأنه غالباً ما يصيب نصف
أو شق من الرأس اما الأيمن أو الأيسر” و بعض الأحيان كلاهما، و هو أحد
الأنواع العديدة للصداع.
هناك عناصر هامة تؤدي لحدوثه، كالأعصاب، والمواد الكيميائية مثل السيرتونين Serotonin، والأوعية الدموية.
هناك العديد من الأنواع لهذا النوع من الصداع، منها:
الشقيقة المصحوبة بعلامات تحذيرية “تغير في طبيعة الإبصار حيث يرى
المصاب نجوما او نقط سوداء” و تسمى بالشقيقة النمطية “غير المشهورة” .
والشقيقة الشائعة وهي التي لا تكون مصحوبة بعلامات تحذيرية .
وقد تستمر الاصابة بالشقيقة لفترات زمنية طويلة قد تصل إلى سنوات و يمكنها أن تؤثر على نمط حياة الأشخاص المصابين بها.
معلومات عن الشقيقة
يتأثر المصاب بالشقيقة بتغير نمط الحياة، إذ تبدأ بالظهور من سن 10 إلى
50 سنة. وقد شكك بعض العلماء في أن تكون للشقيقة أسباب جينية “وراثية”. في
حين قالوا بأن النساء معرضات للإصابة بالشقيقة بنسبة 3 إلى 1 من الرجال.
بينما 60% من النساء الحوامل قد تقل عندهم فرصة التعرض للشقيقة و ذلك في
نهاية الشهر السادس من الحمل.
وأضاف العلماء بأن 70% من الأشخاص المصابين بالشقيقة يعانون من ألم
الرأس النصفي “على جانب واحد فقط”. إذ قد يستمر الصداع لفترات زمنية
مختلفة. حيث أشاروا إلى أن الصداع النصفي يصيب 11 من كل 100 شخص.
أسباب حدوث الصداع النصفي
في الحقيقة لا يزال السبب الرئيسي للإصابة بالشقيقية مجهولاً، ولكن
السبب الاكثر احتمالا هو تضيق وانقباض جدار الاوعية الدموية الذي يؤادي
لقلة كمية الدم المتدفقة للراس فينجم عن ذألك صداع يشبهه المريض بالنقر او
النبض. ومن الاسباب التي يعزى اليها تضيق وانقباض جدار الاوعية الدموية،
واسباب تؤثر على طبيعة انتقال الاشارات العصبية، واسباب تؤثر على طبيعة
الاوعية الدموية، وأسباب أخرى كالعوامل البيئية أو الجينية.
تشخيص الصداع النصفي
تتميز نوبات صداع الشقيقة بعدة مراحل ويستطيع الطبيب التوصل إلى تشخيص
نوبات الصداع بأنها صداع شقيقة على أساس وصف المريض للنوبات وتكرر الأعراض
مع كل نوبة.
وكي يتوصل الطبيب الى تشخيص دقيق يسال المريض الاسئلة التالية :
1- الأعراض التي يشعر بها.و المدة و التاريخ الذي بدأت به المشكلة و السؤال عن الأعراض التحذيرية و غيره.
2- هل حدثت له مشاكل صحية سابقة؟
3- أنواع العقاقير التي يتناولها؟
4- العادات التي يتبعها في حياته؟
5- التاريخ المرضي للعائلة؟
وهذه الاستفسارات تمكن الطبيب من تحديد الأسباب التي قد تساعد علي ظهور الصداع النصفي.
مراحل وأعراض الصداع النصفي
هناك العديد من العلامات التحذيرية و التي تسبق الصداع النصفي مثل
“التغير في المزاج والشعور بالتعب و الشد العضلي و التثاؤب والرغبة في
تناول الطعام”
المرحلة الأولي :
قد تستمر العلامات التحذيرية لمدة 15- 30 دقيقة وفيها يحدث تغير في طبيعة النظر و ضعف العضلات و الشعور بالخذلان.
المرحلة الثانية :
يبدأ الألم الناتج عن الصداع النصفي ” الشقيقة” بعد ساعة من انتهاء العلامات التحذيرية.
و يشعر المريض بأعراض، إذ يكون الألم على جانب واحد من الرأس و قد يشمل
الرأس كله “ألم شديد يوصف بالنقر أو النبض و يزداد مع الحركة” .
وقد تظهر بعض العلامات الأخرى مثل “الغثيان و القيئ و و الإسهال و الحساسية للضوء الساطع و ألم العضلات و الشعور بالدوار”.
المرحلة الثالثة:
قد يستمر الصداع النصفي من 4 – 72 ساعة و قد يختفي الألم عند النوم.
إذ تظهر بعض الأعراض التالية بعد انتهاء ألم الصداع النصفي مثل :”زيادة
الرغبة في تناول الطعام او عدم الرغبة فيه و صعوبة التركيز و التعب
والإرهاق و ألم في العنق والعضلات بشكل عام “.
علاج الصداع النصفي
لا يوجد علاج محدد لمشكلة الصداع النصفي “الشقيقة” حتى الآن، ولكن يبقى
هدف العلاج الرئيسي هو منع الأعراض عن طريق تجنب المسببات أو البعد عنها،
وهذا لا يعني أن يترك المصاب بالشقيقة دون مراجعة طبيب مختص . إذ على
المصاب بالشقيقة البحث عن السبب، وعندما يبدأ الشعور بألم الرأس أو الصداع
يجب على المريض الراحة و الإبتعاد عن الضوضاء و الموسيقى و الأصوات
المزعجة.
ومن المفيد شرب كمية كافية من السوائل (الخالية من الكافيين) لتجنب
الجفاف و خصوصاً اذا حدث قيئ في المرحلة الثانية. ويساعد وضع الكمادات
الباردة على الجبين ” مقدمة الرأس “على تخفيف الالم.
أدوية مستخدمة في تقليل ألم الصداع النصفي
يمكن ان يُوصف للمريض الادوية التالية :
حاصرات بيتا (Beta – blockers) مثل (propranolol)و (Inderal) . والمسكنات العامة مثل Paracetamol والاسبرين.
ومضادات الإكتئاب (Anti-depressants)، و تشمل tricyclics
مثل(amitriptyline) ،(Elavil). كما حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium
channel blockers) مثل verapamil و Nifipidin و Diltiazem.
مع التنويه إلى أنه يجب تناول هذه الأدوية بوصفة طبية حفاظاً على السلامة العامة.