المولود والجيران الثلاثة
المولود والجيران الثلاثة
يُـحكى أن أسرة قد ولد لها طفل فأقبل الجيران يهنئونها به
فقال الجار الأول:
ما شاء الله طفل جميل، لا شك أنه سيكون قائدًا عظيمًا يفتح الله على يديه الأمصار
فسُرّت العائلة بكلامه وأكرموه غاية الإكرام وقدموا له الطعام والشراب فانصرف من عندهم راضيا ‼
وزارهم الجار الثاني وقال مهنئاً: تبارك الخالق إنه مولود مميز أظنه سيصبح تاجرًا ثريًا يُذاع صيته في الآفاق أو شيخًا مرموقًا ينتفع الملأ بعلمه وتقواه
فأعجبهم كلامه وأتحفوه بعبارات الفضل والامتنان وقدموا له ما لذ وطاب، فخرج فرحًا مسروراً ‼
أما الجار الثالث فلما قدم لزيارتهم نظر للمولود طويلا ثم قـال: هذا الطفل سوف يموت عاجلًا أم آجلا‼
فقاموا إليه وانهالوا عليه ضربًا وأسمعوه أقذع السباب ثم طردوه شر طردة، فخرج من عندهم ذليلًا مهانا مع أنه لم يقل سوى الحقيقة‼
فكل مولود لا بد أن يدركه الأجل ولو بعد قرن من الزمان
لكنه ارتكب خطأً فادحًا فما ضرورة ذكره لهذه الحقيقة في مثل هذه المناسبة السعيدة
ليس من الضروري أن نُصارح الناس دومًا بالحقيقة لأنها قد تكون صعبة ومؤلمة فنجرحهم دون قصد
يجب أن نعرف ماذا نقول ومتى ينبغي أن نتفوه بهفليس من الجرأة وقوة الشخصية جرح الآخرين وإيلامهم تحت مسمى
"أنا صريح وواضح "
حتى المنكر وهو منكر قد بيّن لنا الشرع ثلاث طرق لتغييره،
أولها باليد فإن لم نستطع فباللسان فإن لم نستطع فبالقلب وهذا أضعف الإيمان إذا كان هذا شأن تغيير المنكر فكيف بما هو دونه
لنكن رحماء في تعاملنا مع الناس فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه