بـيضة كولومبوس
بـيضة كولومبوس
ذات يوم كان المكتشف المشهور كريستوفر كولومبس مدعواً على مأدبة طعام بحضور ملك البرتغال ، وكان العديد من الحضور يضمرون له الحسد والكيد والعداء للمكانة التي وصل إليها ولنجاحه منقطع النظير
وخلال تناول الجميع للطعام ، أحب كولومبس أن يداعب الحضور ، فتناول بيضةً مسلوقة كانت على المائدة أمامه ، وتوجه بالسؤال للحاضرين : من يستطيع منكم أن يوقف هذه البيضة بشكل عمودي على الطاولة
فبدأ كل واحد منهم يحاول أن يجعلها تقف عمودياً ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل ، فسألوه : وهل تستطيع أنت ؟!
فما كان من كولومبوس إلا أن أزال القشرة من إحدى طرفي البيضة وأسندها عمودياً ، فقالوا له بصوت واحد : كان بإمكاننا أن نفعل ما فعلت
فأجابهم بكل هدوء : ولمَ لمْ تفعلوا؟!!
وقد أصبحت عبارة "بيضة كولومبوس" مثلاً سائراً يقال عندما ينجز أحدهم أمراً ما فيبدأ العاجزون بالإنتقاد والقول : لو شئنا لفعلنا ذلك
إن الإنسان الناجح هو ذلك الإنسان الذي يفعل ما لم يفعله الآخرون ، فالمهن كثيرة ، ولكن الناجحين فيها قليلون ، إن الإنسان الناجح يمتلك حس المبادرة دوماً ، ولا يلحق الآخرين في سباتهم وتشاؤمهم وإستسلامهم
في حياتنا اليومية تعج بمن يستصغرون أعمال الآخرين ، ويحجمونها وينظرون إليها بنصف عين أو بربعها ، ليس إلا حسداً من عند أنفسهم ، فكم هو مليء عالمنا بأعداء النجاح ، الذين دأبهم الانقضاض على أفعال الناجحين وأعمالهم ، وكم نحتاج إلى من يستحسن الحسن ، ويقدر صنيع الرجال الحقيقيين ، ويكرمهم ويقدرهم: كي تبقى هذه السمة الطيبة حافزاً لمزيد من الأعمال العظيمة