قصصقصص للأطفال
راعي الغنم و المستشار
راعي الغنم و المستشار
راعي الغنم و المستشار
فوجئ راعي أغنام بسيارة فارهة تقف قريبًا من قطيعه، ويخرج منها شباب حسن الهيئة، كل شيء على جسمه من الألبسة الفاخرة، يقول له: إذا قلت لك: كم عدد أغنامك هذه التي ترعاها، فهل تعطيني واحدًا منها ؟
أجاب الراعي: نعم، فأخرج الشاب حاسبًا آليًا صغيرًا، وأوصله بهاتفه النقال، ودخل إلى شبكة الإنترنت، وانتقل إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية، حيث حصل على خدمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، ثم فتح بنك المعلومات وجدولا في أحد برامج الإعداد، وخلال دقائق كان قد حصل على تقرير من (١٥٠) صفحة، ثم التفت نحو الراعي، وقال له: لديك (١٦٤٧) رأسًا من الغنم وكان ذلك صحيحًا، فقال له الراعي: تفضل باختيار الخروف الذي يعجبك فنزل الشاب من سيارته ودار بين القطيع، ثم أخذ الحيوان الذي وقع عليه اختياره ووضعه في الصندوق الخلفي للسيارة
عندئذ قال له الراعي: لو استطعت أن أعرف طبيعة عملك ونوعه، فهل تعيد لي ما أخذته مني، وافق الشاب، فقال له الراعي: أنت مستشار، فدهش الشاب، وقال: هذا صحيح، ولكن كيف عرفت ذلك ؟!
فقال له الراعي: سهلة، فقد أتيت إلى هنا دون أن يطلب منك أحد ذلك، ثم سعيت لنيل مكافأة لإجابتك عن سؤال لم أطرحه عليك، بل كنتُ أعرف إجابته سلفًا، بينما لم تكن أنت تعرف الإجابة، بل لا تعرف شيئا عن عملي، أرجو أن تخرج (كلبي) من حقيبة سيارتك !
الحكمة والمعرفة ليست حكرا على المتعلمين فقط، فربما كان بعض قليلي التعليم أكثر حكمة ومعرفة