قصص
المريض ونافذة الحياة - قصة قصيرة
المريض ونافذة الحياة .... قصة قصيرة |
المريض ونافذة الحياة .... قصة قصيرة
يحكى انه في احدى المستشفيات كان هناك مريضان كبيرين في السن يجلسان في غرفة واحدة ...
وكانوا يعانون من مرض يجعلهم لا يستطيعون الجلوس وكان احدهما مسموح له بالجلوس في سريرة لمدة ساعة واحدة يوميا ... والاخر غير مسموح له بذلك لمرضه الشديد
وكان من حسن حظ الاول ان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ...
أما الاخر فكان عليه ان يبقى مستلقيا على ظهرة طوال الوقت
كان المريضان يقضيان معظم وقتهما في الحديث دون ان يرى بعضهما لأن كلا منهما كان مستلقيا على ظهره ناظرا الى الاعلى لا يستطيع الالتفات وكانوا يتحدثون في كل شئ يتحدثون عن اهلهم واحبائهم وعن حياتهم وعن كل شئ.
وفي كل يوم اثناء الساعة التي يقضيها المريض الاول جالسا على سريرة ينظ من النافذة ويصف لصاحبة ما يراه ويصف له مدى جمال العالم الخارجي من زهور جميلة الالوان التي تزين حديقة المستشفى ويصف له النهر الذي يراه امام المستشفى ويصف لصاحبة العالم الخارجي ...
وكان الاخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الرجل نفسه لانها تجعل حياته مفعمه بالحيوية والتفائل وهو يستمع لوصف صديقة عن جمال هذا العالم الخارجي ..
وفيما كان الاول يقوم بعملية الوصف هذه ينصت الاخر في ذهول ويغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر الجميل للحياة في الخارح .
ومرت الايام وكل منهما سعيد بصاحبه . وفي احدى الايام جاءت الممرضة صباحا لتتفقدهما كعادتها فوجدت المريض الذي كان بجانب النافذة قد فارق الحياة خلال الليل ... وعرف صاحبة هذه الخبر من الممرضة فحزن اشد الحزن على صديقه .
وبعد فترة طلب من الممرضة ان تنقل سريرة الى جانب النافذة واستجابت له الممرضة ونقلت سريرة الى جانب النافذة الوحيدة في الغرفة .
تذكر المريض كلام صديقة ووصفة للحياة بالخارج قرر ان يحاول الجلوس ويتحامل على نفسه لينظر ويتمتع بما كان لا يشاهده وبالفعل تحامل على نفسة وهو يتألم ورفع رأسة رويدا رويدا مستعينا بذراعيه ثم اتكأ على مرفقه ونظر ببطء تجاه النافذة وهنا كانت المفاجأة !!!!
لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.
نادى على الممرضة ليتأكد منها هل هذه هي النافذة التي كان ينظر اليها صديقة ؟؟
فأجابته انها هي والغرفة ليس بها سوى نافذة واحدة .. وسألته عن سبب تعجبه .. فحكى لها ما كان يرى صاحبة عبر النافذة.
كان تعجب الممرضة اكبر ,,, وقالت له ولكن الرجل الذي كان هنا كان اعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الاصم ... ولعله اراد ان يجعل حياتك سعيدة حتى لا تصاب باليأس فتتمنى الموت .
إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك.