من هم الفايكنج؟
الفايكنج قوم اشتهروا بركوب البحر والقرصنة، وقد ظهروا وسيطروا على شمالي أوروبا في القرون الوسطى، كما أنهم جالوا في المحيط الأطلسي، ووصلوا إلى أمريكا قبل أن يصلها كريستوفر كولمبوس، وعاشوا بالتحديد في بلاد إسكندينافيا (السويد، النرويج، الدنمارك) ومن هناك غزوا أجزاء من إنجلترا وفرنسا، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، وروسيا، وأسبانيا. ووصلت سفنهم حتى جزيرتي جرينلاند وآيسلندا.
الفايكنغ أو الوِيكنجار (بالنوردية القديمة: víkingr) مصطلح يطلق على شعوب جرمانية نوردية وغالباً على ملاحي السفن وتجار ومحاربي المناطق الإسكندنافية الذين هاجموا السواحل البريطانية والفرنسية وأجزاء أخرى من أوروبا في أواخر القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر (793-1066)، وتسمى بحقبة الفايكنغ، كما يستعمل على نحو أقل للإشارة إلى سكان المناطق الإسكندنافية عموماً. تشمل الدول الإسكندنافية كلاً من السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا.
على الرغم مِنْ سمعة الفايكنغ السّيئة وطبيعتهم الوثنيّة الوحشية، تحول الفايكنغ خلال قرن أَو إثنين من الزمان إلى المسيحية واستقرّوا في الأراضي التي هاجموها مسبقاً، وفي نفس الوقت بنى الفايكنغ مستوطنات جديدة في آيسلندا، وجرينلاند، وأمريكا الشمالية، والأطلسي الشمالي، إضافة إلى تَأسيسِ ممالك في شبه الجزيرة الإسكندنافية على طول الحدود مع الممالكِ الأوروبيةِ في الجنوبِ. ونتيجة لاندماجهم في أراضيهم الجديدةِ أصبح منهم المزارعون والتُجّار إضافة إلى الحُكَّامِ والمحاربين.
اشتهر الفايكنغ ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضع مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث أحرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم الفايكنغ الذي يعني القرصان في اللغات الإسكندنافية القديمة.
يعتبر انتهاء الفايكنغ مع انتهاء معركة جسر ستامفورد عام 1066.
الفايكنغ أو الوِيكنجار (بالنوردية القديمة: víkingr) مصطلح يطلق على شعوب جرمانية نوردية وغالباً على ملاحي السفن وتجار ومحاربي المناطق الإسكندنافية الذين هاجموا السواحل البريطانية والفرنسية وأجزاء أخرى من أوروبا في أواخر القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر (793-1066)، وتسمى بحقبة الفايكنغ، كما يستعمل على نحو أقل للإشارة إلى سكان المناطق الإسكندنافية عموماً. تشمل الدول الإسكندنافية كلاً من السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا.
على الرغم مِنْ سمعة الفايكنغ السّيئة وطبيعتهم الوثنيّة الوحشية، تحول الفايكنغ خلال قرن أَو إثنين من الزمان إلى المسيحية واستقرّوا في الأراضي التي هاجموها مسبقاً، وفي نفس الوقت بنى الفايكنغ مستوطنات جديدة في آيسلندا، وجرينلاند، وأمريكا الشمالية، والأطلسي الشمالي، إضافة إلى تَأسيسِ ممالك في شبه الجزيرة الإسكندنافية على طول الحدود مع الممالكِ الأوروبيةِ في الجنوبِ. ونتيجة لاندماجهم في أراضيهم الجديدةِ أصبح منهم المزارعون والتُجّار إضافة إلى الحُكَّامِ والمحاربين.
اشتهر الفايكنغ ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضع مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث أحرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم الفايكنغ الذي يعني القرصان في اللغات الإسكندنافية القديمة.
يعتبر انتهاء الفايكنغ مع انتهاء معركة جسر ستامفورد عام 1066.
لماذا خرجوا من إسكندنافيا؟
كان سبب خروجهم من إسكندينافيا الزيادة المطردة في السكان التي شهدتها تلك البلاد، والتي قلت على أثرها الأراضي الزراعية، وساعدهم على التجوال في البحار التطور الذي طرأ على صناعة السفن هناك.
أصل الفايكنج
ينحدر الفايكنج من قوم جرمانيين عاشوا في شمال غربي أوروبا، ثم تحولوا إلى بلاد إسكندينافيا في نحو عام 2000ق.م حيث بقوا في مجموعات صغيرة لكل مجموعة ملك أو سيد يحكمها. وانقسم مجتمعهم إلى ثلاث طبقات: الطبقة الأولى طبقة النبلاء وهم الملوك والأسياد والأثرياء، والطبـقة الثانية الأحرار وهم الزراع والتـجار وموظفـو الدولة، والطبقة الثالثـة والأخيرة هي طبقة العبيد، وهم إما أرقاء بالميلاد، أو أسرى حرب.
عمل معظم الفايكنج بالزراعة وتربية الماشية، كما عمل بعضهم بصيد السمك أو ببناء السفن، وبعضهم الآخر بالتجارة، وهؤلاء هم الذين جابوا البحار طلبًا للتجارة.
الرجل هو السيد في العائلة التي تمتعت فيها المرأة بحقوق كثيرة، منها حق الطلاق. وقد اعتاد أثرياء الفايكنج الزواج بأكثر من واحدة، حيث توالدوا وتكاثرت أعدادهم الأمر الذي أدى إلى زيادة ملحوظة في السكان نتج عنها خروج الفايكنج من بلاد إسكندينافيا إلى العالم الخارجي.
دفن الفايكنج موتاهم في سفن اعتقادًا منهم أنها ستأخذهم إلى أرض الأموات، كما دفنوا مع الميت حاجياته، بما فيها كلابه، وعبيده أحيانًا. وقد كان للفايكنج معبودات عديدة منها أودين إلاهة الحرب والموت، وفراي إله الزرع والحب، وتور إله السماء والضوء والمطر والرعد والرياح. وهو المسيطر على المناخ.
كان الفايكنج من أمهر بناة السفن، إذ إنهم حسنوا من بنائها، وشكلها، وبنوا السفن التجارية والبحرية، وطوّعوها لتكون صالحة للإبحار في البحار والأنهار معتمدين في ذلك على الأشرعة والرياح. ولسفنهم شكلها المميز، فهي ذات مقدمة مقوّسة، كما أنهم عرفوا طرقًا خاصة بهم لمعرفة الاتجاه في البحر، فمثلاً استعانوا بالغربان لمعرفة اتجاه اليابسة.
كان الفايكنج غلاظًا قساة في حروبهم، أثاروا الرعب في أوروبا، فكانوا يحرقون كل مالم يأخذوه، أو ينهبوه، وكانوا في حروبهم شديدي الحرص على الاستيلاء على الخيول، ثم الماشية، وكذلك الأشياء الثمينة المصنوعة من الذهب والفضة، وهي غالبًا ما توجد في الكنائس والأديرة، وهذا يفسر لنا غزوهم المستمر لتلك الكنائس والأديرة في أيرلندا وأسكتلندا وفي غيرها من البلدان، وقد اتصفت حروبهم وغزواتهم تلك بالسرعة وعنصر المفاجأة تساعدهم في ذلك خفة سفنهم وسرعتها.
هجماتهم
وقد تعرضت شواطئ إنجلترا الشرقية، وأيرلندا وأسكتلندا لغزوات الفايكنج النرويجيين خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، كما أنهم غزوا ونهبوا أجزاء من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا، ووصلوا حتى آيسلندا وجرينلاند، بل إنهم وصلوا حتى أمريكا حيث استقروا لفترة من الزمن على شاطئها الشرقي، كما دلت على ذلك آثارهم الباقية هناك. أما الفايكنج الدنماركيون فقد ركزوا هجومهم على بلجيكا وفرنسا، والأراضي المنخفضة (هولندا)، وإنجلترا. واستقروا في شرقي إنجلترا حتى اضطرهم الملك الإنجليزي ألفرد الأكبر للانسحاب من هناك.
أما الفايكنج السويديون، فقد غزوا على امتداد الأنهار في أوروبا الشرقية في القرن التاسع الميلادي، وأنشأوا هناك في أرض السلاف طرقًا ومراكز تجارية، كما أنهم سيطروا على طرق التجارة بين بحر البلطيق والبحر الأسود.
أدى وجود الفايكنج في ثلاثة مواقع في إسكندينافيا إلى ظهور ثلاثة شعوب هناك، هم الدنماركيون، والنرويجيون، والسويديون، كما أن هجماتهم المستمرة على إنجلترا أدَّت إلى توحيدها.
معلومات لا تعرفها عن الفايكنج
الفايكنج هو لقب يطلق على سكان الدول الإسكندنافية القدماء وقد فعل هؤلاء القراصنة كل شيء بداية من الاكتشاف إلى التجارة والاستعمار والسلب والنهب ، وخلال فترة وجودهم نشروا الرعب في معظم أنحاء أوروبا وحتى بعض مناطق في الشرق الأوسط ، ومع انتشار تأثيرهم فلا عجب أن تظل سمعتهم سيئة حتى الآن ، وإليك بعض الحقائق عن الفايكنج :
1- لم يرتدي الفايكنج خوذات مقرنة خلال فترة وجودهم! ، ولكن ربما تخيل بعض الرسامين شكل الخوذات المقرنة خلال القرن التاسع عشر .
2- كلمة فايكنج تعني “غارة القرصان ” باللغة النوردية (الاسكندنافية) القديمة .
3- عاش الفايكنج في الفترة بين عامي 900 إلى 1066 م.
4- عثر علماء الآثار في أدوات الفايكج على ملاقط و شفرات حلاقة وأمشاط وحتى منظفات للأذن ، وقد أكد العلماء أنهم كانوا يهتمون بالنظافة الشخصية بدرجة كبيرة حتى أنهم كانوا يستحمون مرة في الأسبوع على الأقل وهم ذلك أكثر من الأوروبيين الآخرين الذين عاشوا في تلك الفترة .
5- كان الفايكنج يعتقدون أن المحاربين بعد الموت سوف يذهبون إلى عوالم لا تصدق ، ولذلك كان من الشائع لديهم أن يدفنوا موتاهم في قوارب حتى تساعدهم في الوصول للحياة الأخرى ، وغالبًا ما كانوا يضعون الأسلحة والمجوهرات مع الموتى ، وفي بعض الأوقات كانوا يضحون بالعبيد .
6- كان الاسكندينافيين يستخدمون ألواح التزلج منذ 6000 عام مضت ، وفي زمن الفايكنج كانوا يستخدمون الألواح كوسيلة للسفر وكذلك للمتعة حتى أنهم كان لديهم إله للتزلج .
7- كان معظم الفايكنج يقضون معظم أوقاتهم في زراعة الشعير والشوفان وتربية الماعز والماشية والخنازير حتى يوفروا الطعام الكافي لأسرهم .
8- كان تبييض الشعر رمز من رموز الجمال في ثقافة الفايكنج كما أنهم كانوا يستخدمون تلك الطريقة كوسيلة للتخلص من القمل .
9- لم يطلق الفايكنج أبدًا على أنفسهم لفظ (الفايكنج) ولم يدركوا خلال حياتهم أنهم مجموعة موحدة ولكنهم كانوا مجموعة من القبائل يقود كل واحدة منهم زعيم ، كما أنهم كانوا يقاتلون بعضهم في جميع أنحاء الدنمارك والنرويج والسويد .
10- كان الفايكنج وثنيون وكانوا يسمون آلهتهم أودين وثور ، وكان محارب الفايكنج يعتقد أنه حين يكوت في المعركة فإن أودين سوف يأخذهم إلى “فالهالا” وهو الاسم الذي كانوا يطلقونه على الجنة .
11- على الرغم من أن كريستوفر كولمبوس اكتشف شواطئ القارة الأمريكية منذ 500 عام فقط إلا أن الفايكنج هبطوا على تلك القارة وبالتحديد كندا الحالية منذ أكثر من 1000 عام .
12- كان لنساء الفايكنج حقوق أكثر من نساء أوروبا الأخريات ، حيث كان لهن الحق في تطليق أزواجهن والحق في الميراث أيضًا .
13- لا تتوافر معلومات كثيرة عن الفايكنج ، ومعظم ما وصل إلينا عن الفايكنج وصل من خلال ما دونه أعدائهم عنهم لأن الفايكنج لم يقوموا بالتدوين .
14-انقسم مجتمع الفايكنج إلى أربعة فئات وهو الملوك و الجارلز الكارلز والعبيد ، والملوك كانوا الحكام والجارلز هم النبلاء والكارلز هم المزارعين والحرفيين .
15-كان محاربي الفايكنج يذهبون إلى المعارك وهم في حالة غضب شديد تشبه الغيبوبة لذلك كان يطلق عليهم اسم “البيرسيركيين” وهي تعني “هائج” ، وكانوا غالبًا يرتدون فراء الدب أو جلود الذئاب في المعارك .
16- مازال هناك وادي في السويد مازال يتحدث سكانه بلغة الفايكنج القديمة .
17-رمز البلوتوث مأخوذ من لغة الفايكنج ، وهو يمثل الاسم الأول لأحد ملوك الفايكنج .
18- اكتشف الفايكنج جرينلاند قبل شعب الإنويت (الإسكيمو) ، ولكن الإنويت حين وصلوا هناك قاموا بتدمير كل المستعمرات الاسكندينافية التي كانت هناك .
19- تم اشتقاق حوالي 20% من كلمات اللغة الإنجليزية من لغة الفايكنج القديمة وتشمل بعض هذه الكلمات (الغضب anger ، قبيح ugly ، ضعيف weak ، جمجمة skull ) .
20- لم يكن ينجو من أطفال الفايكنج سوى 80% فقط من الأطفال تحت عمر 5 سنوات ، وبسبب فخرهم بالقوة فإن الوالدين كانوا يتخلون عن الطفل الرضيع عن طريق رميه في البحر .
21- كان أحد ملوك الفايكنج يأخذ احتفال الكريسماس على محمل الجد حتى أنه كان يجبر رعاياه على شرب الخمر طوال العطلة ومن يمتنع عن فعل ذلك يتم تغريمه .
22- كان الفايكنج حين يعقدون اجتماعًا لسن القوانين وحل المنازعات يطلقون عليه اسم “الشئ” .
23- حكم أحد ملوك الفايكنج إنجلترا لمدة 5 أسابيع .
24- كانت نساء الفاينج تقوم بإعداد حساء البصل للمحارب المصاب لمعرفة مدى سوء الجرح ، فإذا استطعن شم رائحة الحساء من خلال الجرح علمن أن الجرح عميق ولا يمكن شفاؤه .
25- أحب الفايكنج تربية الحيوانات ابتدءًا من القطط والكلاب والنسور وحتى الدببة ، فقد كانوا يقبضون على أشبال الدببة ويقوموا بتربيتها ، ولكن تربية الدببة القطبية كانت حكرًا على النبلاء فقط .
26- كانت السيوف الطويلة هي أهم أسلحة الفايكنج كانا عادة ما يطلقون عليها مثل “حاصد الأرواح” أو “صانع الأرامل” ، وكانوا يتوارثون سيوفهم بين الأجيال .
27- اشتهر الفايكنج ببراعتهم الفائقة في بناء السفن .
28- اعتبر الفايكنج أن الشعر هدية من أودين ، وقد اخترعوا معارك الراب في القرن الخامس وأطلقوا عليها اسم التحليق ، وهي عبارة عن تبادل للإهانات باستخدام الشعر حيث كان يصف كل طرف الطرف الأخر ببعض الأوصاف المشينة وغالبًا ما كانت تدور حول الجبن والشذوذ .
29- تم التعرف على الأبجدية الرونية (لغة الفايكنج) من خلال بعض الجداريات مثل جدارية Tholfir Kolbeinsson .
30 – الرياضة الشعبية الأولى في آيسلندا والتي يطلق عليها الجليما ، هي أحد الفنون القتالية التي اخترعها الفايكنج .
النورمان شعوب الشمال
قليلة هي السجلات المكتوبة للفايكنغ أو النورثمن قبل اعتناقهم المسيحية؛ ونتيجة لذلك فإن المعلومات المتوفرة تعود إلى سجلات أوجدت مِن قِبل أولئك الذين كَانوا أعداءً للفايكنغ أو ضحايا لهم، وإلى الدلائل الأثرية والطبيعية، والنصوص الأدبية المتأخرة للفايكنغ التي مجدت ماضيهم البطوليِ بشكل كبير شأنها شأن النصوص الأدبية لغيرهم من الأمم.
اعتمد النسيج الاجتماعي لشعوب ما قبل الفايكنغ على صلاتِ العائلات الممتدة والروابطِ الناشئة عن طريق الزواجِ، وكانت النزاعات الدموية والزيجات الدبلوماسية جزءاً من حياةِ الطبقة الراقيةِ. وعلى الرغم من لَعب العبودية لدور هام في الاقتصادِ، كما هو الحال في المجتمعات المحلية للملكيات العظيمة، فقد قام الهيكل الاجتماعي الأساسي على المزارعين الأحرارِ الصغار الذين دانوا بالولاءَ وبالتالي دفعوا الضرائب إلى رأس العائلةِ أو زعيم القبيلة أَو إلى الزعيم المحلي أَو النبيلِ، ونتج عن ذلك اختلاف هؤلاء الرؤساءِ النبلاء عن أتباعِهم في الثروةِ والقوَّةِ، لكن الاختلاف كَانَ نتيجة للدرجةِ وليس للحدودِ الاجتماعيةِ الصارمةِ أَو الإرث الطبقي للنبلاءِ. عندما أصبحَ زعماء الفايكنغ المحليون قادة، أصبحَ أتباعهم المزارعون بحّارتهم، وعلى الأرضِ جنودهم. بسبب المناخِ القاسيِ والعديد مِنَ المشاريعِ التي أَخذت رجال الفايكنغ مِنْ بيوتهم لفتراتِ طويلة، تَمتّعت بعض النساء الحرائر بقاعدة من المسؤولية والسلطة على العائلة والشؤون الاقتصادية لم يشهد مثلها للنساء في مكان آخر من أوروبا الغربية.
في المناخِ القاسي لإسكندنافيا، عاشَ السكان المتفرّقون بشكل كبير على الزراعة، صيد السمك، والتجارة البحرية في الغالب. شَابهتْ منظمة الفايكنغ السياسيةِ تلك الموجودة لدى الألمانِ الأوائِلِ مجتمع الرؤساءِ المحاربِين والأتباعِ الموالين. على أية حال، لم يسبق للعالم الإسكندنافي أن وقع تحت التأثيرِ الرومانيِ أَو المسيحيِ، وسكانه كانوا قلة ومُتفَرقين، وكنتيجة لذلك لَمْ تتحول هذه المجموعاتِ إلى الممالكِ حتى الوقتِ الذي بَدأَ فيه الفايكنغ بالمُخَاطَرَة في هجماتِهم في غضون سنة 800. لعِدّة أجيال، بَعْدَ أَنْ بَدأت الهجماتَ، كانت فِرق الدانماركيين أَو الفايكينج أَو النورمان، كما عُرِفوا في أوروبا الغربية، تعمل في الغالب كفرق منفصلة وعلى نطاق ضيق، في اختلاف كبير عن الحملات الملكيةِ أَو غزوات الفاتحين الكبيرةِ.
كان دين الفايكنغ قَبْل المسيحية مشابهاً لدين القبائلِ الألمانيةِ الأخرى، حيث قدسوا عدداً مِنْ الآلهةِ، مثل أودين إله الحربِ، وزعيمِ الآلهةِ النرويجيةِ ثور إله الرعدِ، وبالدر (بالنوردية: Baldr) إله الضوءِ. اعتقدَ محاربو الفايكنغ بأنهم إذا ماتوا بشكل بطولي فإنهم سيدعون للسكن مع أودين في فالهالا، قصره في عالمِ الآلهةِ. تُعارضُ الآلهةُ النرويجيةُ مجموعة كبيرة من العمالقةِ الأشرار، تحت قيادة لوكي. اعتقدَ الفايكينغ بأنَّ الآلهة والرجال سيحطمون في النهاية في الراكناروك معركة هائلة ضدّ العمالقةِ، ومع ذلك سيكون هناك عالم سلمي جديد يَظْهرُ من قعر الكارثةِ.
ميثولوجيا الفايكنج
كان أهم القصص الميثولوجية لدى الفايكنج هي المتعلقة بوحش بحر الشمال الذي كانوا يعتقدون في كون أودين أرسله كى ينذر البشر من المعاصي. فقد صورته لوحاتهم يهاجم الفايكنغ ليلاً في بحر الشمال؛ لذا فقد نحتوا وجهه على مقدمة سفنهم معتقدين بأنهم هكذا يتقون شروره كما صورت لوحاتهم ضرورة التضحية بعذراء عند صخور بحيرة لوخ نس باسكتلندا من أجل إرضاء الوحش.
اقتصاد الفايكنغ
كان الاقتصاد الأساسي لإسكندنافيا اقتصاداً زراعياً، كان الفصلُ الزراعي القصيرُ كافياً لتَلْبِية الحاجة من الحبوبِ، وعلف الماشيةِ والمخزون. ولأن الناسَ في هذا العالمِ عاشوا في الغالب على طول السواحلِ، لَعبَ صيدُ السمك وتجارة البحرِ دوراً مهماً في حياتِهم، حتى قبل هجماتِ الفايكنغ اهتمت أسواق أوروبا إلى الجنوبِ بالسلعِ الخامِ القادمة من بحر الشمال والبلطيق، كالفراء والخشب والكهرمان والعبيد (الذين كانوا يجلبون غالباً مِنْ المناطقِ السلافيةِ).
غزوات الفايكنغ
أسس الفايكنج مملكة يورفيك بعد غزوهم شمال إنجلترا وعاصمتها ظلت ذات أهمية وتسمى اليوم يورك. كما خضع الشرق الإنجليزي إلى غزوات استوطنت بموجبها قبائل الأنجل فيها واستقرت.
بَدأ الفايكنغُ بمُهَاجَمَة جيرانِهم الجنوبيِين بجدية حوالي عام 800م. واتخذت هذه الغزوات أشكالاً عديدة وامتدَّت في عدة اتّجاهات، في الجُزُرِ البريطانيةِ والأجزاءِ الفرنسيةِ للإمبراطوريةِ الكارولنجية، وفي الأندلس، وتَغيّرت الهجماتُ تدريجياً مِنَ «الكر والفر» إلى غزوات أكبر وأكثر طموحاً أسست فيها فِرقُ البحّارِة المهاجمين قواعدًا قضوا فيها فصل الشتاء. وفي أواسط القرن التاسع، نَمت الجيوش في الحجمِ واستعمر الفايكنغ أراضي ظَهروا فيها أولاً كلصوص ومهاجمين. ثم اعتنقوا المسيحيةِ تدريجياً وجَلبوا عائلاتهم من وطنهم الأم أو تَزاوجوا مَع السكان المحليّينِ. ففي مناطق مثل شمال إنجلترا، ونورماندي بالساحل الشمالي لفرنسا، أدى الاختلاط بالسكان والثقافاتِ الذي نتج عن هذه المستوطناتِ إلى مزيج جديد مِن المجموعات العرقيةِ، واللغات، والمؤسسات. وبسبب اهتمامِهم بالتجارةِ، شجع الفايكنغ النمو الحضاري، وأسسوا العديد مِنْ المُدنِ والبلدات، مثل يورك في إنجلترا، ودبلن في أيرلندا، والتي ظَهرت كمراكز تجارية بارزة.
لَمْ تُذْكَرُ الدوافع لهجماتِ الفايكنغ في أيّ نَصّ واضح أَو موثوق. فقد عرف تجار ومسافرون بوجود ثروات الجنوبِ لزمن طويل، وكَانَ مصدراً يسيل له اللعاب. النمو السكانِي المتزايد في القرنين الثامنِ والتاسعِ فرض ضغوطاً متزايدة على إسكندنافيا المحدودة الموارد من أجل مصادر جديدة للغذاءِ والأرض، ومن المحتمل أن الحروب الوحشية التي خاضها قارلة ضدّ الساكسونيين في ألمانيا في القرن الثامنِ لَرُبَما حذّر النورمان من عدو قوي إلى الجنوبِ.
قَدْ يكون محفز الهجمات التغيراتُ السياسية في إسكندنافيا؛ فظهور الحكومات الملكيةِ الأكثرِ مركزيةً والمؤسسات السياسية رُبَما كان قد دَفع العديد مِن الزعماءِ الأقلِ نفوذاً ورؤساء القبائل، الذين تَعوّدوا لمدة طويلة عَلى الاستقلال والاعتماد على الذات، للبَحْث عن آفاق جديدة، ولهذا ذهب العديد مِنْ زعماءِ الحرب إلى البحار، وعندما عادوا كَانوا قادرين على أَخْذ رجالِهم وعائلاتهم مَعهم.
الفايكنغ في إنجلترا
ضرب الغزاة الفايكنج إنجلترا في عام 793م، حسب السجلات الأنجلوسكسونية، واقتحموا ليندسفارن وداهموا الدير الذي يحوي رفات القديس كوثبرت (Saint Cuthbert). قتل الغزاة الرهبان واستولوا على المقتنيات الثمينة. تمثل هذه الهجمة بداية "عصر غزو الفايكنغ"، الذي أصبح ممكنًا بفضل السفن الطويلة التي استخدمها الفايكنغ. كانت هناك أعمال عنف ولكن بشكل متقطع في العقد الأخير من القرن الـ 8 على شواطئ إنجلترا الشمالية والغربية؛ استمرت غارات الفايكنج على نطاق صغير في المدن الساحلية لإنجلترا. وبينما كانت مجموعات الإغارة الأولية صغيرة، يُعتقد أنها احتوت على عدد كبير من الخطط. وقد أغار النرويجيون خلال فصل الشتاء بين عامي 840م و841م، بدلاً من إغارتهم في فصل الصيف كما اعتادوا، بعد انتظارهم على جزيرة قبالة أيرلندا. وفي عام 850م قضى الفايكنغ فصل الشتاء لأول مرة في إنجلترا، على جزيرة ثانيت بمقاطعة كنت. وفي عام 854م قضى الطرف المغير فصل الشتاء للمرة الثانية، على جزيرة شيبي في مصب نهر التايمز. وفي عام 864م عادوا إلى جزيرة ثانيت لكي يخيّموا بها في فصل الشتاء.
في العام التالي، وصل الجيش الوثني العظيم بقيادة الإخوة إيفار المشلول وهالفدان وأوب راجنارسون، وأيضًا بقيادة ملك آخر من ملوك الفايكنج وهو جثر إلى إيست أنجليا. وشرعوا في عبور إنجلترا إلى نورثمبريا واستولوا على يورك، مؤسسين مجتمع الفايكنج في يورك الإسكندنافية، حيث استقر البعض مثل المزارعين والحرفيين. ولم تتمكن معظم الممالك الإنجليزية، التي كانت في حالة فوضى، من مقاومة هجمات الفايكنغ. في عام 867م، أصبحت نورثمبريا المملكة الشمالية للمنطقة التي ساد فيها قانون الدانيون، بعد أن احتلها الإخوة هالفدان ابن راغنار وإيفار الكسيح، الذي نصّب رجلاً إنجليزيًا وهو الملك إيكبرت، ليكون مجرد دمية. في عام 870م وصل "جيش الصيف العظيم" إلى إنجلترا" بقيادة أحد قادة الفايكنغ يُدعى باجسيك ومعه خمسة إيرل. بمساعدة الجيش الوثني العظيم (الذي غزا بالفعل الكثير من إنجلترا من قاعدته في يورك الإسكندنافية) وقوات باجسيك وقوات هالفدان (من خلال تحالفهم معًا)، هاجمت قوات الفايكنغ المتحدة الكثير من أراضي إنجلترا حتى عام 871 م، عندما خططوا لغزو مملكة وسكس. في 8 يناير عام 871 م، قُتل باجسيك في معركة آشداون مع الإيرل. ونتيجة لذلك، عاد كثير من الفايكنغ إلى شمال إنجلترا، حيث أصبحت يورك الإسكندنافية مركزًا لمملكة الفايكنغ. ولكن ألفريد العظيم تمكن من إبعادهم عن بلاده. واصل ألفريد وخلفاؤه صد هجمات الفايكنج على الحدود وتمكنوا من أخذ يورك.
ظهرت موجة جديدة من هجمات الفايكنغ النرويجية في إنجلترا عام 947م عندما استولى إريك بلوداكس على يورك. واستمر وجود الفايكنغ طوال عهد الملك الدانماركي كانوت العظيم (1016م– 1035م)، وبعد ذلك أضعفت سلسلة من المنازعات على الميراث من قوة أحفاده. في عام 1112م، كان الفايكنغ مشاركين في الحرب في إنجلترا كجيش ثينجمين، الذي كان بمثابة حاشية ملك إنجلترا. وعرض عليهم دفع ضريبة الدانيون، التي استمرت من عام 1012م حتى عام 1066م وأوقفت غارات الفايكنغ لما يقرب من عشرين عامًا. تضاءل وجود الفايكنج حتى عام 1066م، عندما خسر النرويجيون الغزاة معركتهم الأخيرة مع الإنجليز في معركة جسر ستامفورد. وبعد تسعة عشر يومًا حدث غزو النورمان لإنجلترا ،والنورمان أنفسهم ينحدرون من النرويجيين، حيث قاموا بهزيمة الجيش الإنجليزي وإضعافه في موقعة هاستنجز.
قليلة هي السجلات المكتوبة للفايكنغ أو النورثمن قبل اعتناقهم المسيحية؛ ونتيجة لذلك فإن المعلومات المتوفرة تعود إلى سجلات أوجدت مِن قِبل أولئك الذين كَانوا أعداءً للفايكنغ أو ضحايا لهم، وإلى الدلائل الأثرية والطبيعية، والنصوص الأدبية المتأخرة للفايكنغ التي مجدت ماضيهم البطوليِ بشكل كبير شأنها شأن النصوص الأدبية لغيرهم من الأمم.
اعتمد النسيج الاجتماعي لشعوب ما قبل الفايكنغ على صلاتِ العائلات الممتدة والروابطِ الناشئة عن طريق الزواجِ، وكانت النزاعات الدموية والزيجات الدبلوماسية جزءاً من حياةِ الطبقة الراقيةِ. وعلى الرغم من لَعب العبودية لدور هام في الاقتصادِ، كما هو الحال في المجتمعات المحلية للملكيات العظيمة، فقد قام الهيكل الاجتماعي الأساسي على المزارعين الأحرارِ الصغار الذين دانوا بالولاءَ وبالتالي دفعوا الضرائب إلى رأس العائلةِ أو زعيم القبيلة أَو إلى الزعيم المحلي أَو النبيلِ، ونتج عن ذلك اختلاف هؤلاء الرؤساءِ النبلاء عن أتباعِهم في الثروةِ والقوَّةِ، لكن الاختلاف كَانَ نتيجة للدرجةِ وليس للحدودِ الاجتماعيةِ الصارمةِ أَو الإرث الطبقي للنبلاءِ. عندما أصبحَ زعماء الفايكنغ المحليون قادة، أصبحَ أتباعهم المزارعون بحّارتهم، وعلى الأرضِ جنودهم. بسبب المناخِ القاسيِ والعديد مِنَ المشاريعِ التي أَخذت رجال الفايكنغ مِنْ بيوتهم لفتراتِ طويلة، تَمتّعت بعض النساء الحرائر بقاعدة من المسؤولية والسلطة على العائلة والشؤون الاقتصادية لم يشهد مثلها للنساء في مكان آخر من أوروبا الغربية.
في المناخِ القاسي لإسكندنافيا، عاشَ السكان المتفرّقون بشكل كبير على الزراعة، صيد السمك، والتجارة البحرية في الغالب. شَابهتْ منظمة الفايكنغ السياسيةِ تلك الموجودة لدى الألمانِ الأوائِلِ مجتمع الرؤساءِ المحاربِين والأتباعِ الموالين. على أية حال، لم يسبق للعالم الإسكندنافي أن وقع تحت التأثيرِ الرومانيِ أَو المسيحيِ، وسكانه كانوا قلة ومُتفَرقين، وكنتيجة لذلك لَمْ تتحول هذه المجموعاتِ إلى الممالكِ حتى الوقتِ الذي بَدأَ فيه الفايكنغ بالمُخَاطَرَة في هجماتِهم في غضون سنة 800. لعِدّة أجيال، بَعْدَ أَنْ بَدأت الهجماتَ، كانت فِرق الدانماركيين أَو الفايكينج أَو النورمان، كما عُرِفوا في أوروبا الغربية، تعمل في الغالب كفرق منفصلة وعلى نطاق ضيق، في اختلاف كبير عن الحملات الملكيةِ أَو غزوات الفاتحين الكبيرةِ.
كان دين الفايكنغ قَبْل المسيحية مشابهاً لدين القبائلِ الألمانيةِ الأخرى، حيث قدسوا عدداً مِنْ الآلهةِ، مثل أودين إله الحربِ، وزعيمِ الآلهةِ النرويجيةِ ثور إله الرعدِ، وبالدر (بالنوردية: Baldr) إله الضوءِ. اعتقدَ محاربو الفايكنغ بأنهم إذا ماتوا بشكل بطولي فإنهم سيدعون للسكن مع أودين في فالهالا، قصره في عالمِ الآلهةِ. تُعارضُ الآلهةُ النرويجيةُ مجموعة كبيرة من العمالقةِ الأشرار، تحت قيادة لوكي. اعتقدَ الفايكينغ بأنَّ الآلهة والرجال سيحطمون في النهاية في الراكناروك معركة هائلة ضدّ العمالقةِ، ومع ذلك سيكون هناك عالم سلمي جديد يَظْهرُ من قعر الكارثةِ.
ميثولوجيا الفايكنج
كان أهم القصص الميثولوجية لدى الفايكنج هي المتعلقة بوحش بحر الشمال الذي كانوا يعتقدون في كون أودين أرسله كى ينذر البشر من المعاصي. فقد صورته لوحاتهم يهاجم الفايكنغ ليلاً في بحر الشمال؛ لذا فقد نحتوا وجهه على مقدمة سفنهم معتقدين بأنهم هكذا يتقون شروره كما صورت لوحاتهم ضرورة التضحية بعذراء عند صخور بحيرة لوخ نس باسكتلندا من أجل إرضاء الوحش.
اقتصاد الفايكنغ
كان الاقتصاد الأساسي لإسكندنافيا اقتصاداً زراعياً، كان الفصلُ الزراعي القصيرُ كافياً لتَلْبِية الحاجة من الحبوبِ، وعلف الماشيةِ والمخزون. ولأن الناسَ في هذا العالمِ عاشوا في الغالب على طول السواحلِ، لَعبَ صيدُ السمك وتجارة البحرِ دوراً مهماً في حياتِهم، حتى قبل هجماتِ الفايكنغ اهتمت أسواق أوروبا إلى الجنوبِ بالسلعِ الخامِ القادمة من بحر الشمال والبلطيق، كالفراء والخشب والكهرمان والعبيد (الذين كانوا يجلبون غالباً مِنْ المناطقِ السلافيةِ).
غزوات الفايكنغ
أسس الفايكنج مملكة يورفيك بعد غزوهم شمال إنجلترا وعاصمتها ظلت ذات أهمية وتسمى اليوم يورك. كما خضع الشرق الإنجليزي إلى غزوات استوطنت بموجبها قبائل الأنجل فيها واستقرت.
بَدأ الفايكنغُ بمُهَاجَمَة جيرانِهم الجنوبيِين بجدية حوالي عام 800م. واتخذت هذه الغزوات أشكالاً عديدة وامتدَّت في عدة اتّجاهات، في الجُزُرِ البريطانيةِ والأجزاءِ الفرنسيةِ للإمبراطوريةِ الكارولنجية، وفي الأندلس، وتَغيّرت الهجماتُ تدريجياً مِنَ «الكر والفر» إلى غزوات أكبر وأكثر طموحاً أسست فيها فِرقُ البحّارِة المهاجمين قواعدًا قضوا فيها فصل الشتاء. وفي أواسط القرن التاسع، نَمت الجيوش في الحجمِ واستعمر الفايكنغ أراضي ظَهروا فيها أولاً كلصوص ومهاجمين. ثم اعتنقوا المسيحيةِ تدريجياً وجَلبوا عائلاتهم من وطنهم الأم أو تَزاوجوا مَع السكان المحليّينِ. ففي مناطق مثل شمال إنجلترا، ونورماندي بالساحل الشمالي لفرنسا، أدى الاختلاط بالسكان والثقافاتِ الذي نتج عن هذه المستوطناتِ إلى مزيج جديد مِن المجموعات العرقيةِ، واللغات، والمؤسسات. وبسبب اهتمامِهم بالتجارةِ، شجع الفايكنغ النمو الحضاري، وأسسوا العديد مِنْ المُدنِ والبلدات، مثل يورك في إنجلترا، ودبلن في أيرلندا، والتي ظَهرت كمراكز تجارية بارزة.
لَمْ تُذْكَرُ الدوافع لهجماتِ الفايكنغ في أيّ نَصّ واضح أَو موثوق. فقد عرف تجار ومسافرون بوجود ثروات الجنوبِ لزمن طويل، وكَانَ مصدراً يسيل له اللعاب. النمو السكانِي المتزايد في القرنين الثامنِ والتاسعِ فرض ضغوطاً متزايدة على إسكندنافيا المحدودة الموارد من أجل مصادر جديدة للغذاءِ والأرض، ومن المحتمل أن الحروب الوحشية التي خاضها قارلة ضدّ الساكسونيين في ألمانيا في القرن الثامنِ لَرُبَما حذّر النورمان من عدو قوي إلى الجنوبِ.
قَدْ يكون محفز الهجمات التغيراتُ السياسية في إسكندنافيا؛ فظهور الحكومات الملكيةِ الأكثرِ مركزيةً والمؤسسات السياسية رُبَما كان قد دَفع العديد مِن الزعماءِ الأقلِ نفوذاً ورؤساء القبائل، الذين تَعوّدوا لمدة طويلة عَلى الاستقلال والاعتماد على الذات، للبَحْث عن آفاق جديدة، ولهذا ذهب العديد مِنْ زعماءِ الحرب إلى البحار، وعندما عادوا كَانوا قادرين على أَخْذ رجالِهم وعائلاتهم مَعهم.
الفايكنغ في إنجلترا
ضرب الغزاة الفايكنج إنجلترا في عام 793م، حسب السجلات الأنجلوسكسونية، واقتحموا ليندسفارن وداهموا الدير الذي يحوي رفات القديس كوثبرت (Saint Cuthbert). قتل الغزاة الرهبان واستولوا على المقتنيات الثمينة. تمثل هذه الهجمة بداية "عصر غزو الفايكنغ"، الذي أصبح ممكنًا بفضل السفن الطويلة التي استخدمها الفايكنغ. كانت هناك أعمال عنف ولكن بشكل متقطع في العقد الأخير من القرن الـ 8 على شواطئ إنجلترا الشمالية والغربية؛ استمرت غارات الفايكنج على نطاق صغير في المدن الساحلية لإنجلترا. وبينما كانت مجموعات الإغارة الأولية صغيرة، يُعتقد أنها احتوت على عدد كبير من الخطط. وقد أغار النرويجيون خلال فصل الشتاء بين عامي 840م و841م، بدلاً من إغارتهم في فصل الصيف كما اعتادوا، بعد انتظارهم على جزيرة قبالة أيرلندا. وفي عام 850م قضى الفايكنغ فصل الشتاء لأول مرة في إنجلترا، على جزيرة ثانيت بمقاطعة كنت. وفي عام 854م قضى الطرف المغير فصل الشتاء للمرة الثانية، على جزيرة شيبي في مصب نهر التايمز. وفي عام 864م عادوا إلى جزيرة ثانيت لكي يخيّموا بها في فصل الشتاء.
في العام التالي، وصل الجيش الوثني العظيم بقيادة الإخوة إيفار المشلول وهالفدان وأوب راجنارسون، وأيضًا بقيادة ملك آخر من ملوك الفايكنج وهو جثر إلى إيست أنجليا. وشرعوا في عبور إنجلترا إلى نورثمبريا واستولوا على يورك، مؤسسين مجتمع الفايكنج في يورك الإسكندنافية، حيث استقر البعض مثل المزارعين والحرفيين. ولم تتمكن معظم الممالك الإنجليزية، التي كانت في حالة فوضى، من مقاومة هجمات الفايكنغ. في عام 867م، أصبحت نورثمبريا المملكة الشمالية للمنطقة التي ساد فيها قانون الدانيون، بعد أن احتلها الإخوة هالفدان ابن راغنار وإيفار الكسيح، الذي نصّب رجلاً إنجليزيًا وهو الملك إيكبرت، ليكون مجرد دمية. في عام 870م وصل "جيش الصيف العظيم" إلى إنجلترا" بقيادة أحد قادة الفايكنغ يُدعى باجسيك ومعه خمسة إيرل. بمساعدة الجيش الوثني العظيم (الذي غزا بالفعل الكثير من إنجلترا من قاعدته في يورك الإسكندنافية) وقوات باجسيك وقوات هالفدان (من خلال تحالفهم معًا)، هاجمت قوات الفايكنغ المتحدة الكثير من أراضي إنجلترا حتى عام 871 م، عندما خططوا لغزو مملكة وسكس. في 8 يناير عام 871 م، قُتل باجسيك في معركة آشداون مع الإيرل. ونتيجة لذلك، عاد كثير من الفايكنغ إلى شمال إنجلترا، حيث أصبحت يورك الإسكندنافية مركزًا لمملكة الفايكنغ. ولكن ألفريد العظيم تمكن من إبعادهم عن بلاده. واصل ألفريد وخلفاؤه صد هجمات الفايكنج على الحدود وتمكنوا من أخذ يورك.
ظهرت موجة جديدة من هجمات الفايكنغ النرويجية في إنجلترا عام 947م عندما استولى إريك بلوداكس على يورك. واستمر وجود الفايكنغ طوال عهد الملك الدانماركي كانوت العظيم (1016م– 1035م)، وبعد ذلك أضعفت سلسلة من المنازعات على الميراث من قوة أحفاده. في عام 1112م، كان الفايكنغ مشاركين في الحرب في إنجلترا كجيش ثينجمين، الذي كان بمثابة حاشية ملك إنجلترا. وعرض عليهم دفع ضريبة الدانيون، التي استمرت من عام 1012م حتى عام 1066م وأوقفت غارات الفايكنغ لما يقرب من عشرين عامًا. تضاءل وجود الفايكنج حتى عام 1066م، عندما خسر النرويجيون الغزاة معركتهم الأخيرة مع الإنجليز في معركة جسر ستامفورد. وبعد تسعة عشر يومًا حدث غزو النورمان لإنجلترا ،والنورمان أنفسهم ينحدرون من النرويجيين، حيث قاموا بهزيمة الجيش الإنجليزي وإضعافه في موقعة هاستنجز.