قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في يوم من الايام عندما كان الاسلام في بداية انتشاره في مكة و كان المسلمون ضعاف دعا النبي محمدﷺ وقال اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ، فاستجاب الله تعالى ، وجاء رجل منهم ليقتل النبي صلّ الله عليه وسلم ، ولكنه ما إن سمع آيات الله تتلى فأسلم ، ,هو الفاروق عمر بن الخطاب رضيَ الله عنه وأرضاه ، وهو ثاني الخلفاء الراشدين ، وواحدًا من العشر المبشرين بالجنة.
وُلِد عمر بن الخطاب في مكة المكرمة ، بعد عام الفيل بثلاثة عشر عاماً ، وقد نشأ وترعرع فيها ، وكان يَدينُ بالوثنيّة مثل حال الكثير من النّاس آنذاك ، لكنه أمتاز عن قريشٍ بتعلّمه للقراءة والكتابة ، كما كان يُجيد المصارعة والفروسية وركوب الخيل ونظم الشعر ، وكان يحضرُ أسواق العرب المتعدّدة ، ومن أهمها سوق عكاظ الذي يتبادل فيه الناس الشعر والخطابة.
كان عمر بن الخطاب في الجاهلية شديداً على المسلمين ، يتعدى عليهم ويتفنن في تعذيبهم ، وقد فقد المسلمون الأمل في إسلامه لما رأوا منه ، من قسوة على الإسلام والمسلمين . إلا أن هذا كله لم يجعل النبي صلّ الله عليه وسلم يفقد الامل من إسلامه ، وقد كان عليه السلام يقول : اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ، واستجاب الله تعالى دعاء رسوله وأسلم عمر بن الخطاب ، وآذوه وتنكروا له حتى من كانوا رفاقه في الجاهلية . ولقّبه رسول الله ﷺ بالفاروق لتحريره الحقّ والصّدع به ، دون أن تأخذه في الله لومه لائم ، وكان يفرق بين الحق والباطل.
يقول عمر بن الخطاب : لما أسلمت تلك الليلة تذكرت من أهل مكة أشد الناس عداوة لرسول الله ﷺ ، حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت ؛ قال : قلت : أبو جهل ” عمر بن هشام ” . قال : فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه ، قال : فخرج إلي أبو جهل ، فقال : مرحبا وأهلًا بابن أختي ، ما جاء بك ؟ قال : جئت لأخبرك أني قد آمنت بالله وبرسوله محمد ، وصدقت بما جاء به ؛ قال : فضرب الباب في وجهي وقال : قبحك الله . وقبح ما جئت به . فقد شعر الكفار بقوة المسلمين التي تتنامى و تزداد و أن قوتهم تتراجع ، فقد أثر إسلام عمر بن الخطاب على المسلمين فقد كان له أثرًا كبيراً ، فقد فرح المسلمون بذلك فرحاً شديداً وقويت شوكتهم و ارتفعت معنوياتهم .
قال البكائي حدثني مسعر بن كدام ، عن سعد بن إبراهيم ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إن إسلام عمر كان فتحًا ، وإن هجرته كانت نصرًا ، وإن إمارته كانت رحمةً ، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه . و قال ابن مسعود أيضاً : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة ، حتى أسلم عمر بن الخطاب ، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلِّ الله عليه وسلم إلى الحبشة ، و هكذا ، بلغ عدد المسلمين بإسلام عمر أربعين رجلاً مسلماً ، وإحدى عشرة إمرأة .
عندما أُمر الرسول ﷺ بالهجرة إلى المدينة المنورة هاجر الصحابة سرًا خوفًا من قريشٍ حتى لا تأذيهم. ولكن عمر رضي الله عنه عندما هاجر لم يفعل ذلك فحمل عمر سيفه وقوسه وطاف بالكعبة سبعًا وصلى عند مقام إبراهيم . وقال للمشركين أنّه ذاهبٌ للهجرة ومن أراد فليتبعه ، فلم يتبعه أحدٌ إلّا قومٌ هاجروا معه ليحتموا به ، فوصل رضي الله عنه إلى المدينة ومعه من هاجر معه من قومه . وشهد رضي الله عنه مع الرسول ﷺ في كافة الغزوات ، وقد دافع في تلك الغزوات دفاعًا باسلًا عن الرسول ﷺ وعن الدين الإسلامي ، كما في غزوة بدر التي قُتل فيها خاله العاص بن هشام . ودافع عن الرسول ﷺ في أُحد ، عندما علم أنّه على قيد الحياة وقد احتمى بالجبل ، وكان شاهدًا على صلح الحديبية ، بالرغم من كونه معارضًا له لما رأى فيه من شروط ظالمةٍ بحق المسلمين ، وشارك في فتح مكة .
وأمّا عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان عمر بن الخطاب ممّن لم يتحمّلوا وقع الخبر فرفض أن يصدّق موته فأخذ يقول أنّ الرسول ﷺ لم يمت حتى أتى أبو بكرٍ الصديق فأجلسه ، وأعاد الأمور إلى نصابها بالخطبة التي ألقاها عند موته ﷺ .
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه المستشار الأول لسيدنا لأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه ، وخاصةً من الناحية العسكرية ، وقد كان هو من أوقف فتنةً كادت أن تحدث بعد وفاته الرسول ﷺ في اختيار الخليفة . حينما خطب في الناس في سقيفة بني ساعدة وبايع أبا بكرٍ للخلافة فتبعه الناس في ذلك ، فكان سببًا في استقرار أوضاع المسلمين سواءًا في البيعة أو حروب الردة. وكما كان – رضي الله عنه – السبب الرئيس في جمع القرآن الكريم بعدما خاف عليه من الضياع ، بسبب استشهاد حفظة القرآن في معركة اليمامة التي قُتل فيها المئات من حفظة القرآن من صحابة رسول الله ﷺ . فظلّ مصرّاً على ذلك حتى أقنع أبا بكرٍ رضي الله عنه بذلك ، وكما استلم عمر القضاء سنةً كاملةً في عهد أبي بكر لم يأتِ خلالها له أيّ شخصٍ ليختصم لديه ، فطلب من أبي بكرٍ إعفاءه بعدما رأى أخلاق المسلمين وتمسكهم بتعاليم دينهم .
وعندما اقترب أجل أبي بكرٍ رضي الله عنه طلب من الصحابة أن يختاروا خليفةً في حياته ، حتى لا تحدث فتنةً بعد وفاته في اختيار الخليفة ، فعندما عجزوا عن ذلك طلبوا من أبي بكرٍ الاختيار ، فعندما فكّر واستشار عددًا من الصحابة اختار عمر بن الخطاب ، إلّا أنّ البعض منهم عارضوا ذلك كطلحة بن عبيد الله خوفاً من شدّة عمر . ولكن سيدنا أبا بكرٍ كان يعرف سيدنا عمر حقّ المعرفة ، وكان يعرف الرحمة التي في قلبه ، ففسر شدة عمر لرقته هو في التعامل ، وأنّه كان يحاول موازنة رقّة أبي بكرٍ في الحكم بشدته هو ، وعندها طلب أبو بكرٍ سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ليكتب وصيته للمسلمين ، ولكنه أغمي عليه ، فخاف سيدنا عثمان أن يموت سيدنا أبو بكرٍ ويختلف الناس فكتب اسم سيدنا عمر بن الخطاب. وعندما استفاق استقرأ سيدنا عثمان فقرأ عليه فكبّر سيدنا أبو بكرٍ وأيّده في ذلك ، وخرج سيدنا أبو بكرٍ قبل وفاته بأيام فأخبر الناس وطلب منهم السمع والطاعة لأميرهم عمر وخطب في عمر و أوصاه بعضاً من الوصايا .
كانت خلافة عمر للمسلمين خلافةً ارتفعت فيها راية الإسلام عاليًا ، ووضع فيها القواعد الأساسية للحكم ، ففُتحت في عهده بلاد الشام والعراق ومصر وطرابلس. وكان من أبرز قراراته عزل خالد بن الوليد وتعيين أبي عبيدة بن الجراح بدلًا منه ، ليس لكرهٍ منه لخالد بن الوليد كما يزعم البعض ولكن لخوفه أن يفتن الناس بانتصاراته المتلاحقة ، وأن يظنّوا أنّهم ينتصرون بفضل خالدٍ لا بفضل الله تعالى.
ذهب عمر رضي الله عنه ، من أجل استلام مفاتيح القدس وفتحها بطلبٍ من أهلها ، فأتى رضي الله عنه إلى القدس ، واستلم المفاتيح وأعطى العهد والأمان لأهلها. وقصة فتح القدس من أهم الاحداث في حياة الخليفة عمر رضي الله عنه.
ومرّت خلال خلافته أوقاتٌ عصيبةٌ على المسلمين كعام الرمادة الذي انقطعت فيه الأمطار عن الحجاز ، فالتجأ فيه المسلمون إلى المدينة ووصلت البعثات من الطعام إليهم ، ممّا خفف من وقع هذه المجاعة . بالرغم من موت العديد من المسلمين بهذا العام ، ومع طاعون عمواس الذي حلّ بأرض الشام ومات فيه العديد من المسلمين فطمع الأعداء بالأرض ، إلّا أنّه وبعد زوال الطاعون ذهب إلى الشام وأصلح الأوضاع فيها وسدّ الثغور . وقد كانت مواقفه – رضي الله عنه – في العديد من الجوانب الأخرى غير الجانب العسكري فقد كان سياسيًا وإداريًا محنَّكًا حيث ادارة شئون الدولة بعبقريةٍ فذة . قام بترميم المسجد الحرام والمسجد النبوي من أجل استيعاب أعداد المسلمين ، ونظّم الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد ، التي فُتحت بعدما اتسعت رقعة المسلمين بشكلٍ كبيرٍ في خلافته . وقسم بلاد المسلمين إلى خمس مناطق هي : العراق وفارس والشام وفلسطين وإفريقيا ، وقسم هذه المناطق إلى ولايات ، وقد كان الحكم أثناء خلافته في المدينة ، وعلى ولاته أن يُعلموه بكل ما يحدث.
فكان المسلمون يستأذنونه في كيفية بناء المساكن ، وقد كانت هذه الهيمنة بسبب الظروف التي كانت تفرض هذه الطبيعة من الحكم عليه ، وقد أنشأ عمر نظام الدواوين والبريد وصك النقود ووضع التقويم الهجري. وقد كان يلتزم الشورى في كلّ ما يفعل . وكما أدخل العسس للمراقبة أثناء الليل ، والتي كانت أساسًا للشرطة فيما بعد ، وكان يتولّى أمور القضاء ، ولكن وعندما اتسعت رقعة البلاد وازدادت المشاكل فصل – رضي الله عنه – القضاء عن الخلافة ، وعيّن القضاة وأمر ولاته بذلك ، وصرف لهم الرواتب ، وعين أبو الدرداء رضي الله عنه قاضيًا في المدينة .
كان في المدينة عدد من الفرس المجوس الذين يكنون العداء للمسلمين بعدما أزالت سلطانهم ، كان عمر دائم الدعاء “اللهم أرزقني الشهادة في بلد نبيك” ، وكان الصحابة رضوان الله عليهم ، يقولون كيف هذا ؟ . وكان للمغيرة بن شعبة خادم مجوسي أدخله عمر إلى المدينة المنورة بعدما اعلن اسلامه ، حيث كان المجوس ممنوعين ، من دخول المدينة المنورة ، و كان اسم هذا الخادم أبو لؤلؤة المجوسي. وتربص هذا الخادم للخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في صلاة الفجر وطعنه بخنجر له نصلان عدة طعنات في جسده ، هو وعدد من الصحابة الكرام. فاستشهد في مدينة رسول الله كما كان يدعو.