قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
قصة النبي الذي أحرق قرية النمل
قصة النبي الذي أحرق قرية النمل
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغَتْهُ نملةٌ ، فأمر بجهازه فأُخرج من تحتها ، ثم أمر ببيتها فأُحرق بالنار ، فأوحى الله إليه : فهلا نملةٌ واحدة ؟ ) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم : ( فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح ؟ ) .
شرح القصة
يحدثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن أحد أنبياء الله كان نازلاً تحت شجرة لعله كان يستريح في ظلها من وعثاء السفر وعنائه ، وكان بجوار المكان الذي نزله قرية من قرى النمل ولعل نزول ذلك النبي وصحبه في أرض القرية أزعج النمل وعادة النمل أنه يهاجم من يعتدي عليه ويعكر عليه صفو عيشه ، وقد توجهت نملة إلى نبي الله وقرصته.
والنبي بشر يغضب كما يغضبون ،وقد يتصرف في بعض الأحيان تصرفاً تلقائياً يندم عليه ويعاتب عليه ، ومن ذلك ما تصرفه هذا النبي فإنه غضب من النملة ومن قومها معها ، وعزم على معاقبة قرية النمل كلها ، وأمر أتباعه بإخراج متاعه من تحت تلك الشجرة ، ثم أشعل النار في قرية النمل ، فحرقت النار النمل الذي كان يتحول في دياره وحولها ، وصلت بحرها من كان بداخل جحوره في باطن الأرض.
إن النمل أمة من الأمم التي خلقها الله ، وهي تسبح الله وتقدسه مثل بقية الحيوانات ولا يجوز للإنسان الإعتداء عليها إلا إذا آذته ، ولذلك عاقب الله ذلك النبي ولامه على ما فعله لأنه اعتدى في العقوبة، فعاقب البريء بجريرة المذنب وقتل أمة تسبح الله ، وقد قال الله له فيما أوحى إليه معاتباً إياه .. هلا نملة واحدة .. !! أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح الله .. !!.
العبر المستوحاة من القصة
لا يجوز قتل النمل كما لا يجوز قتل بقية الحيوانات إلا الصائل والمؤذي منها ، فيجوز قتله.
النمل يسبح الله.
الحذر من الغضب. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ» (رواه أبوداود: [4784]).
لا بد من العدل، فلا تزر وازرة وزر أخرى.
ذكر النمل في القرآن الكريم والأحاديث النبوية
قال الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: 18].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير».
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن قتل أربع من الدواب : النملة ، والنحلة ، والهدهد ، والصرد . رواه أبو داود ، والدارمي .