حكم التبني فى الإسلام
يسأل الكثير من الناس عن حكم التبنى فى الاسلام فأجاب الشيخ ناصر ثابت العالم بالاوقاف وقال لقد قدر الله سبحانه وتعالى أن يكون هدم عادة التبني التي تشبثت بها نفوس العرب في الجاهلية، على يد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم، والذي اعتاد أن ينفذ أحكام رب العالمين قولًا وفعلًا، ومن أجل هذا كتب الله سبحانه وتعالى على سيدنا محمد أن يتبنى زيد بن حارثة، ليكون هدم هذه العادة وبطلانها درسًا عمليًا.
وفي البحث عن حكم التبني في الإسلام تبين أنه محرمٌ شرعًا، وذلك لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}،[٥]فهذا نصٌ صريحٌ ببتر هذه العادة الجاهلية، وبردِ الأبناء لآبائهم الحقيقين، وقد ورد عدة أحاديث في كتب الصحاح يحرم رسول الله فيها التبني، فقد روى عبد الله بن عباس، أن رسول الله قال: "مَن انتَسبَ إلى غيرِ أبيه
أو تولَّى غيرَ مواليهِ فعلَيهِ لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ".
وقد روى أيضًا أبو ذر الغفاري حديثًا عن رسول الله قال فيه: "ليس من رجلٍ ادَّعَى لِغيرِ أبيهِ؛ وهوَّ يَعلَمُهُ إلَّا كَفَرَ".[٧][٤] وبالاستناد إلى الأية السابقة وهذين الحديثين، اتضح أن حكم التبني في الإسلام يعد من كبائر الذنوب، التي تلزم المسلم التوبة، وفي حال تبنى أحدٌ طفلًا ما وهو يجهل هذا الحكم، فلا حرج عليه، وعليه أن يصلح هذا الأمر، وإن اقترف هذا الإثم مع علمه بحرمانيته، ثم ندم وأقرَّ بذنبه فيجب عليه التوبة، فالتوبة تجب الذنب الذي قبلها، والله أعلم.