قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
قصة اختراع الكاميرا
قصة اختراع الكاميرا
لو رجعنا لما يقارب الألف سنة .. لوجدنا أن كلمة ( كاميرا ) كانت تتداول بين العرب تحت مسمى ( قمرة ) وهي الغرفة المظلمة بشباك صغير ومنه ( قمرة القيادة ) فالإسم الإنجليزي أو اللاتيني مشتق من الاسم العربي .. من هنا كانت بدايات العالم الكبير ابن الهيثم في وضع أساسيات الصورة ..
وقع بين يدي قبل أسبوع كتاب المناظر لابن الهيثم .. مأخوذ من تحقيق للمخطوطة الأصلية ..
وابن الهيثم هو محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي البصري 965-1039، لقب بالبصري نسبة إلى مدينة البصرة. ابن الهيثم هو عالم عربي في الرياضيات و البصريات والهندسة له العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
درس ابن الهيثم ظواهر انكسار الضوء وانعكاسه بشكل مفصّل ، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس، فنفى ان الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين، كما أرسى أساسيات علم العدسات وشرّح العين تشريحا كاملا. يعتبر كتاب المناظر Optics المرجع الأهم الذي استند عليه علماء العصر الحديث في تطوير التقانة الضوئية، وهو تاريخياً أول من قام بتجارب الكاميرا Camera وهو الاسم المشتق من الكلمة العربية : ” قُمرة ” وتعني الغرفة المظلمة بشباك صغير.
المتأمل في سيرة ابن الهيثم يجد تناقضا عجيبا في تخصصاته فقدومه لمصر كان بطريقة غريبة :
جاء في كتاب أخبار الحكماء للقفطي على لسان ابن الهيثم: <لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان>.
فوصل قوله هذا إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي ، فأرسل إليه بعض الأموال سرًا، وطلب منه الحضور إلى مصر. وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع، ولكن ابن الهيثم بعد أن حدد مكان إقامة وباشر دراسة النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان وجد مياه النيل تنحدر منه من كافة جوانبه، أدرك أنه كان واهمًا متسرعًا في ما ادعى المقدرة عليه وهو بناء سد يحجز ماء الفيضان ، وأنه عاجز على البرّ بوعده بإمكانات عصره.حينئذ عاد إلى الحاكم بأمر بالله معتذراً، فقبل عذره وولاه أحد المناصب.غير أن ابن الهيثم خاف غضب الحاكم عليه، فخشي أن يكيد له، وتظاهر بالجنون، وظل على التظاهر به حتى وفاة الحاكم الفاطمي.وبعد وفاته عاد عن التظاهر بالجنون، وسكن قبة على باب الجامع الأزهر، واتخذ نسخ بعض الكتب العالمية موردًا لرزقه، هذا بخلاف التأليف والترجمة؛ حيث كان متمكنًا من عدة لغات، وتفرغ في سائر وقته للتأليف والتجربة، وذلك حتى وفاته في عام 1039 م، وقد وصل ما كتبه إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات لكنها وجدت مرة أخرى تحت فراشه، .
ربما يتوجب علينا كعرب الاهتمام اكثر بتراثنا وتطويره .. فنحن أولى من غيرنا بعلومنا …
فما تفرضه هذه الثورة الفوتوغرافية في الإعلام العالمي يجعلها أمرا اساسيا في الحياة .. فالصورة الأن أصبحت الحديث الصادق عن آلاف الصفحات من الكلمات ..
مع ملاحظة ان هناك العديد من المغرضين وللاسف اغلبهم من العرب الذين يشككون في صحة ماورد اعلاه!