سؤال "منكر ونكير"
سؤال "منكر ونكير"
ذا موضع تكلم فيه الناس فقال أبو عبد الله الترمذى إنما سؤال الميت في هذه الأمة خاصة لأن الأمم قبلنا كانت الرسل تأتيهم بالرسالة فاذا أبوا كفت الرسل واعتزلزهم وعولجو بالعذاب فلما بعث الله محمدا بالرحمة إماما للخلق كما قال تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» أمسك عنهم العذاب وأعطى السيف حتى يدخل في دين الإسلام من دخل لمهابة السيف ثم يرسخ الإيمان في قلبه فأمهلوا فمن ها هنا ظهر أمر النفاق وكانوا يسرون الكفر ويعلنون الإيمان فكانوا بين المسلمين في ستر فلما ماتوا قبض الله لهم فتانى القبر ليستخرجا سرهم بالسؤال وليميز الله الخبيث من الطيب فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء.
وخالف في ذلك آخرون منهم عبد الحق الأشبيلى والقرطبى وقالوا السؤال لهذه الأمة ولغيرها.
وتوقف في ذلك آخرون منهم أبو عمر بن عبد البر فقال وفي حديث زيد بن ثابت عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ومنهم من يرويه تسأل وعلى هذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة خصت بذلك فهذا أمر لا يقطع عليه.
وقد احتج من خصه بهذه الأمة بقوله إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وبقوله أوحى إلى أنكم تفتنون في قبوركم وهذا ظاهر في الاختصاص بهذه الأمة قالوا ويدل عليه قول الملكين له ما كنت تقول في هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول المؤمن أشهد أنه عبد الله ورسوله فهذا خاص بالنبي «صلى الله عليه وسلم» وقوله في الحديث الآخر إنكم بي تمتحنون و عني تسألون.
و قال آخرون لا يدل هذا على اختصاص السؤال بهذه الأمة دون سائر الأمم فإن قوله ان الأمة اما ن يراد به أمة الناس كما قال تعالى «وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم» و كل جنس من أجناس الحيوان يسمى أمة و في الحديث لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها و فيه أيضا حديث النبي «صلى الله عليه وسلم» الذي قرصته نملة فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله اليه من أجل أن قرصتك نملة واحدة أحرقت أمة من الأمم تسبح الله و إن كان المراد به أمته الذي بعث فيهم لم يكن فيه ما ينفي سؤال غيرهم من الأمم بل قد يكون ذكرهم اخبارا بأنهم مسئولون في قبورهم و أن ذلك لا يختص بمن قبلهم لفضل هذه الأمة و شرفها على سائر الأمم.
و كذلك قوله أوحى إلى أنكم تفتنون في قبوركم.
و كذلك اخباره عن قول الملكين ما هذا الرجل الذي بعث فيكم هو اخبار لأمته بما تمتحن به في قبورها و الظاهر و الله أعلم أن كل نبي مع أمته كذلك و أنهم معذبون في قبورهم بعد السؤال لهم و إقامة الحجة عليهم كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال و إقامة الحجة و الله سبحانه و تعالى أعلم
ماذا يقول الملكان منكر ونكير للميت في قبر ه
يسأل الكثير من الناس ماذا يقول الملكان منكر ونكير للمبت فى قبر ه فأجاب اهل العلم وقالوا ان منكر ونكير هما هذان الملكان المكلفان من قبل الله عز وجل بمحاسبة الإنسان في قبره وهم يقومان يسألونه عن ربه و نبيه الذي بعث فيه وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتكلم عن ذلك ، و منها فيما معناه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدان فيقولان ما كنت
تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ، فأما العبد المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة و يبشرونه بالخير والرضا من الله عز وجل و أما الكافر أو المنافق فعند سؤاله يقول لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس فيه . فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضربانه بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة
رهيبة يسمعها من يليه إلا الثقلين ، و معنى ذلك أن الملكان منكر ونكير يرسلهما المولى عز وجل إلى قبر الإنسان المتوفي فيقومان بسؤاله عن ربه ونبيه ودينه وعمره وماله وكتابه الذي يؤمن به فإذا ما أجاب الإنسان بالحق عن كل تلك الأسئلة التي قام الملكان منكر ونكير بسؤاله إياها فأنه في تلك الحالة يكون استقبال الملائكة له بالريحان ، و يصبح قبره روضة جميلة من رياض الجنة وينال من فضل الله عز وجل و أن أجاب المتوفى بالباطل أو لم يستطع الرد يكشف له الملكان منزلته في نار جهنم والعياذ بالله ويتم استقباله من الملائكة بنزل الحميم والغضب وذلك ما قد اتفقت عليه سائر المذاهب الإسلامية .