لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
إن كلّ ما عمل الإنسان من خير أو شر من عمل صالح أو سيء فهو محصّي غير منسي
قال تعالى :
(وكل شيء أحصيناه في كتاب مبين)
قال تعالى :
(يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه)
قال تعالى :
(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)
إن خطر الذنوب عظيم إنها تبعد العبد عن مولاه وتؤدي إلى قسوة القلب وإن أبعد القلوب
إلى الله القلب القاسي ..
= أسوأ من الذنب احتقاره واستصغاره =
قال بعض السلف :
لا تنظر إلى صغر الذنب وإنظر إلى عظمة من عصيت ..
وقال رسول الله صلى عليه وسلم :
( إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجمعن على الرجل حتى يهلكنه )
وربّ ذنب صغير في نظر من اقترفه كان سبباً في دخول النار وبئس القرار ..
إن الله خبئ ثلاثاً في ثلاث :
1- خبئ رضاه في طاعته فلا تستحقر من طاعة الله شيئاً فقد روي أن رجلاً دخل الجنة في غصن
شوك قطعه من ظهر الطرق كان يؤذي المسلمين ..
2- وخبئ سخطه في معصيته فلا تحتقر من معصية الله شيئاً فقد روي أنّ امرأةً دخلت النار في هرة
ربطتها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ..
3- وخبئ سره في خلقه فلا تحتقر من خلق الله أحداً فرب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب
لو أقسم على الله لأبره ..
جاء في السنة النبوية :
أن رجلاً من أهل الصفة استشهد فقالت أمه هنيئاً لك عصفور من عصافير الجنة هاجرت إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم وقتلت في سبيل الله عزوجل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريكِ لعله كان يتكلم فيما لا
يعنيه ويمنع مالا يضره
إذا كان هذا حال صحابي مهاجر شهيد فما حال من يرتكب الكبيرة تلو الكبيرة ويحدث نفسه
بالدرجات العلى من الجنة ونسي أن الله أخرج أباه آدم من الجنة بخطيئة واحدة فكيف يدخلها بالآف
الخطايا مالم يغسلها بدموع الندم ويمحوها بالتوبة النصوح ..
= ما أقبح الذنوب وأكثر ضررها =
( إن العبد ليحرم الرزق بذنب أذنبه)
(إن العبد ليتكلم بكلمة من سخط الله يضحك بها جلساؤه يرمي بها في النار)
فلنكن من المعصية في حذر وإذا وقعنا في شيء منها فلنبادر بالاستغفار والتوبة
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
أقول هذا لي ولغيري والله ولي التوفيق ..
رفع الله من قدركم جميعاً ..
===============================================
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى ..
يُحكى أن مزارعاً اسكتلندياً فقيراً كان يعمل في حقله، إذ سمع صوتاً يصرخ ويطلب النجدة! فصار في دهشة وأدرك ان هناك شخص في ورطة، وكان الصوت قادم من مستنقع قريب. فعلى الفور ترك ما كان يفعله وهرع إلى مصدر الصراخ. وعندما وصل لمكان الصوت المستنجد، وجد صبياً يغمره الوحل من قدميه إلى خصره، يصرُخ ويغرق كل دقيقة أكثر فأكثر.
فقام المزارع بهدوء بإحضار الأحبال من مكان قريب، وقام بسحب الفتى من المستنقع وأنقذ حياته.
وفي اليوم التالي، حضر عند المزارع شخص نبيل من علية القوم يرتدي من الملابس أنيقها، وإذ به عندما أخرج قدمه من العربة، قال للمزارع أنه والد ذلك الفتى الذي أنقذ حياته.
وبكلمات تمتلئ من المشاعر الجياشة، شكر هذا النبيلُ المزارعَ وطلب منه أن يرد له الجميل عن إنقاذ حياة ولده. رفض المزارع وأخبر النبيل أنه لا يستطيع قبول تعويض على ما يجب عليه القيام به لأنه صواب.
وعندها، سأل النبيلُ المزارعَ إذا كان لديه ابن، فرد بأن نعم، لديه ابن. فطلب من المزارع بكلمات يظهر فيها الإصرار بأن يتعلم ابنه سواءً بسواء مع ابنه ويعطيه نفس التعليم الذي سيعطيه لابنه. وعندما ترك منزل المزارع قال له "إذا كان الصبي يشبه والده بصورة ما، فبلا شك سيكون رجلاً نفتخر به عندما يكبر."
وكان توقع النبيل بخصوص الفلاح مثل نبوءة بالغيب.
وتصديقاً لما قاله النبيل، درس ابن المزارع في أفضل المدارس في العالم، وإذ به تخرج من مدرسة ماري للطب في لندن. والأكثر أهمية، أنه أصبح معروفاً عبر العالم كله بشخصيته البارزة ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين.
وبعد سنوات، أصيب ابن النبيل الذي قد أُنقذ من المستنقع في طفولته بالتهاب رئوي.
هل تعلم ما الذي أنقذ حياته؟
البنسلين.
اسم الرجل النبيل؟
لورد راندولف تشرشل
اسم ابنه؟
ونستون تشرشل
الأشياء الصغير قد تصنع الأشياء الكبيرة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق [أخرجه مسلم]
وقال كذلك: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ [أخرجه البخاري]
وفي رواية عند أحمد من حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك وتعالى به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإزار فإنه من الخيلاء والخيلاء لا يحبها الله عز وجل، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قال. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح
وكما قال الشاعر: (خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى، واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى، لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى) ..
والعبرة من القصة ليست في الاكتشافات العلمية التي حصل عليها فلمنج، ولا في المكافأة التي تحصل عليها عند مساعدة الغير، ولكن العبرة في أن تبحث دائماً عن الحق، والخير، لأن مكافأة الله تعالى أعظم بكثير من مكافأة الناس لبعضهم البعض.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , يقول : يحشر الله العباد , أو قال : يحشر الله الناس , قال : وأومأ بيده إلى الشام عراة غرلا بهما , قلت : ما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء " ، قال : فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : " أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار يدخل النار ، وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة " ، قال : قلنا كيف هو ؟ وإنما نأتي الله تعالى عراة غرلا بهما , قال : بالحسنات والسيئات
عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) أخرجه مسلم في صحيحه.