قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
قطوف من بساتين العرب
قطوف من بساتين العرب
 |
| بساتين العرب |
من يحلف يكذب
ــــــــــــــــــــــ
قال والدٌ لولدِه :
اقترب منّي يا قبيح الخصال .
فسأله ابنه قائلاً: يا أبتاه ألا تضربني إذا دنوتُ منك .
فأجابه أبوه : لا.
فقال الولد: أتحلف لي .
فقال أبوه: نعم.
فأجابه الولد: إذًا لا أقترب منك لأنّ معلمي قال لي: إنّ من يحلف يكذب .
كم قصيدة لك في الهجو ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال سليم البستاني :
ذهبت من مُضِيّ بعض أيام إلى الشيخ ناصيف اليازجي على سبيل الزيارة، وبعد أن خضنا في الحديث سألته: كم قصيدة لك في الهجو .
قال: ولا قصيدة .
قلت: أما هجَوتَ أحدًا .
قال: لم أَهْجُ قطُّ إلا رجُلاً بخيلاً، قلت فيه بيتين وهما:
قد قال قومٌ إنّ خبزَكَ حامضٌ ... والبعضُ أَبْدى بالحَلاوة حكمه
كذِبَ الجميع بزعمهم في طعمه ... من ذاقَهُ يومًا ليعرِف طعمه
قلت: أما لك غيرهما .
قال: بيتٌ آخر صُرِّحَ فيه باسم المَهْجُوِّ، ولذلك لا أريد إشهارَهُ .
فاستغربت ذلك وقلت: إنّ الشاعر قد يكتسب شهرةً لا مزيدَ عليها وإن لم يكُنْ هَجَّاءً.
الفضل بعد الموت
ــــــــــــــــــــــــــ
رأى مصوِّر ماهرٌ في صناعة التصوير أنّ الناس يرغبون ابْتِياع الصُّوَر بعد موت مُصَوِّرها أكثر مما يرغبون ذلك وهو في قيد الحياة، لأنّ دَأْب البشر قاطبةً معرفة قَدْر الإنسان وحُسْن أعماله بعد موته. فقال في نفسه: لابدَّ من إدراك الَمرْغوب من هذا القَبيل، وبعد أن تأمَّل في ذلك بُرْهَةً وجد أنّه لا سبيل إلى نوالِ مَرْغوبِه إلا بواسطة الموت، إلا أنّه خطرت له حيلة تُمَكِّنه من المَرْغوب دون فقان الحياة، وذلك بإيهام الجمهور أنّه قد مات. فغاب عن بلده، وأوصى امرأته وأولاده أن يلبسوا ثياب الحِداد، ويُشَيّعوا خبر موته، ففعَلوا. فلما شاعَ هذا الخبر، أخذ النّاس في التَّوارُد من أماكن مختلفة بطَلبِ صُوَرِه، ولم يَمْض إلا قليل حتى نفِذ كلّ ما كان قد صَوَّره بأثمان غالية جدًّا، وهكذا تبيَّن له أنّ الموت قد يكون أَنْفَع للمرء من الحياة، وأنّ حياة الإنسان كثيرًا ما تكون مانِعًا لشهرته ومعرفة فضله .
في كل رأس حكمة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
صور مُصَوِّر من أمهر المُصَوِّرين عصفورا واقفًا على سُنْبلة، ودعا مُصَوِّري بلدة ليروا إذا كان يوجد في تلك الصورة شيءٌ من العيب، فحكم الجميع بأنّها غاية في الكمال، إلى أن مرَّ ذات يوم راعي معزى، ولما تفَرَّس في الصورة، قال: إنّ فيها عيبًا واضحا، لأنّه كيف يمكن أنّ العصفور يقف على السُّنبلة من دون أن تلتوي تحته .
واجباتنا لمن بعدنا :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قيل إن كسرى أنوشروان ملك الفرس كان يستعمل كلمة " زِهْ " كثيرًا، وكان من عادته أن يعطي من يقولها له أربعة آلاف درهم. ويُحْكى أنّه مرَّ يومًا بشيحٍ يغرس شجرة زيتون، فقال له: ما بالُكَ تغرس هذه الشجرة البطِّيَّة الثَّمر وأنت شيخٌ هَرِم. فقال: أيّها الملك قد غرس من قبلنا فأكلنا، ونحن نغرس ليأكل من بعدنا, فقال الملك: زِه، وأمر له بالمال, فقال: رأيت أيها الملك ما أسرع ثمرة غرسي. فقال: زِهْ، وأمر له كذلك. فقال: يا ملك إنّ الغرس يُثْمِر مرَّة في السَّنة، وغرسي قد أَثْمَر في السَّاعة مرَّتين. فقال: زِهْ، وأمر له كذلك. وقال الملك لأصحابه: انصرفوا بنا فإنّنا إن وقفنا بإزائِه لا يكفيه ما في خزينتنا .
التوفير:
ــــــــــــ
اقتنى بخيل حصانا ذا بطنٍ صغير وطباع شرسة، فقال في نفسه: لابدّ من أن أعَوِّد حصاني على المعيشة بدون أكل . فأخذ يقلِّل له الأكل شيئًا فشيئًا، فمات الحصان جوعًا. فربطه بحبل وجرَّه لكي يدفنه في الخارج، فرآه جره وسأله قائلا: يا جار كيف مات حصانك. فأجابه: إنّني كنت أحاول أن أُعَوِّده المعيشة بلا أكل، فلما عَوَّدته مات .
البخل
ــــــــــــ
قال بعض الشعراء يصف بخيلا
لا يخرج الزئبق من كفه ... ولو ثقبناها بمسمار
يحاسب الديك على نقده ... ويطرد الهر من الدار
يكتب في كل رغيف له ... يحرسك الله من الفار
