نصائح لتربية الأبناء:
لا للضغط الشديد على الأبناء:
في هذه الأيام يواجه الآباء الكثير من الصعوبات والضغوطات، سواء من الناحية العملية أو الناحية الاجتماعية.
وبالتالي هذا الضغط سوف يؤثر على علاقتهم ومعاملتهم مع أبنائهم، إن المجتمع الحالي مجتمع تنافسي وسوف يواجه الآبناء أيضاً الكثير من الجهد لمواكبة العصر الحديث. وعلى الوالدين الجهد الأكبر في مساعدة أبنائهم في إيجاد الموازنة بين التربية السليمة والصحة العقلية والجسدية. وبين تطوّر المجتمع من الناحية الأكاديمية والاجتماعية.
احترام الطفل والتعامل معه ككائن فريد من نوعه:
الكثير من الأباء والأمهات يعتبرون أن الطفل كائن فريد مختلف ومستقل وله شخصيته وكيانه الخاص
به، أمر في غاية الصعوبة ولا يتقبلوه حيث يريدون أن يكون الطفل نسخةً منهم، إن تربية الأبناء الصحيحة تعتمد
على هذا المبدأ، أمر لا بُدّ منه أن الطفل يحتاج للتوجيه والنصيحه والتشديد في الكثير من أمور حياته، لكن في الوقت ذاته يجب أن لا ينسَ الآباء أن الطفل بالنهاية شخص آخر مستقل وله اهتماماته. وبالتالي هذا الأمر إذا اتّبعه الآباء لن يواجهوا الكثير من المشاكل في تربية أبنائهم. وسوف تزيد الرابطة والتواصل بينهم وبين أبنائهم وتصبح الأمور أسهل.
تذكّر أن صفات الأهل هي صفات الأبناء:
يجب على الوالدين أن يتذكروا أنهم القدوة الأولى والنموذج المثالي الذي يُحتذى به بالنسبة للأبناء. وبالطبع معظم السلوكات التي يقوموا بها أمام أبنائهم سوف تنتقل للأبناء بشكل فطري. ولذلك فإن ما يعلّمه الأهل للطفل عندما يكون صغيراً، سوف يشكّل شخصيته في المستقبل، لكن عليهم هم أنفسهم أن يتخلّصوا من عاداتهم السيئة، فعلى سبيل المثال لا يُمكن أن يتعلّم الطفل أن يكون صادقاً في تعامله مع الآخرين، إذا كان أبويه يتصرفون أو يقومون بممارسة الكذب بشكل دائم أمامه، لذلك عند تعلّم الطفل العادات الصحيحة في صغره وتمسكه بها وتعلمها، تساعد كثيراً في بناء شخص ناجح في حياته العملية والاجتماعية عندما يكبر.
التطوّر مع الأبناء:
في الماضي عندما كان الطفل صغيراً كان دائماً يستند على والديه ويعتمد عليهما في كل شيء يقوم به. وعندما كبر قليلاً أصبح لا يتقبل منهما كل شيء، بالطبع الآباء لن يتقبلوا ذلك في البداية وسوف يتفاجئون بتصرفات طفلهم عندما يكبر، لكن يجب عليهم أن يضعوا في عين الاعتبار أن طفلهم كبر وتطوّر وأصبح له رأيه. ويجب عليهم أن يواكبوا ويستوعبوا تطوّر طفلهم من الناحية الفكرية والنفسية. وبالتأكيد يجب عليهم أن يغيروا طريقة التربية التي تربوا هم عليها؛ لأنه ليس من الضروري أن تكون التربية التي نشأوا عليها تناسب أبنائهم؛ لأن الزمن يتغير دائماً.
لا للنقاش تحت وطأة الغضب:
عادةً تكون ردة فعل الوالدين في ساعة الغضب، عندما يقوم طفلهم بفعل خاطىء ردة فعل سيئة وغير مناسبة.
وقد تؤدي إلى حدوث نقاش حاد بينهم وبين طفلهم الذي يريد أن يثبت رأيه أيضاً. وبالتالي سوف يقوم الطفل بردة فعل غير مناسبة وتزداد الأمور تعقيداً، لذلك يجب على الأهل أن يتجنّبوا النقاش مع طفلهم وقت غضبهم ووقت حدوث الخطأ مباشرةًِ، إنما عليهم أن يتحلّوا بالصبر ويهدأوا ويقوموا بتأجيل النقاش في المشكلة لوقت آخر. وبعد ذلك يقوموا بالمناقشة بهدوء والتوضيح لطفلهم عن رأيهم وأسباب غضبهم.
الحوار ثم الحوار:
من الضروري أن يتجنّب الأهل التعامل مع أبنائهم، سواء كانوا أطفالاً أم مراهقين، كما لو أنهم أفراد يعيشون في معسكر، يطيعون الأوامر من دون أي اعتراض، فهذا الأسلوب يجعل الأبناء يعيشون في حال من الكبت النفسي والعاطفي؛ ممّا يدفعهم في كثير من الأحيان إلى الانفجار في وجه آبائهم، فينشب الشجار الحاد في ما بينهم، أو قد يؤدي إلى أن يخفي الأبناء الكثير من المشكلات التي يواجهونها، خشية لوم الآباء.
لذا، ينصح الاختصاصيون الأهل بأن يعتمدوا مع أبنائهم مهما كانت سنّهم، طريقة تعامل قائمة على الحوار الحقيقي بعيداً عن التنافر، فليس مطلوباً أن يلبّي الأهل رغبات أبنائهم، بل يجب عليهم تفهّم وجهة نظرهم؛ ممّا يشعرهم بأنهم يعترفون بوجودهم وبحقهم في التعبير عن آرائهم.
وكذلك من الضروري أن يشعر الأبناء بوجود آذان صاغية وقلوب منفتحة، لا مجرّد مجاملة ومداهنة ومسايرة لفضّ النزاع. ومن المعروف أن الحوار هو أسلوب للتخاطب بين الأشخاص، الذي يتم فيه تدوال الكلام بينهم بطريقة متكافئة، التركيز على الموضوع وحسن الاستماع. ويجب أن يغلب على الحوار الهدوء والبعد عن الغضب للوصول إلى نتيجة ترضي الآباء وطفلهم.
اتباع نهج مشترك في التربية:
من أجل الأفضل وسهولة تربية الأبناء، من المهم أن يتّفق الوالدان على قواعد تربية موحّدة، خصوصاً إذا كانت مقاربتهما للتربية مختلفة، لذا ومنذ البداية، يجب على الوالدين التفاوض حول الأسلوب التربوي والاتفاق على قواعد موحّدة يفرضانها على أبنائهما.
ومن هذه القواعد مثلاً طريقة التعامل مع الأبناء، تقسيم الأعمال المنزلية، دراسة الأطفال، مصروفهم، روتين النوم، كما ينبغي إشراك الأبناء في وضع هذه القوانين المنزلية؛ حتّى يشعروا أنهم جزء مهم من العائلة ولهم رأي، على أن تكون مناسبة لسنّهم والمواقف المختلفة التي يواجهونها.
كما من الضروري إعادة التفاوض على القوانين بشكل متكرّر؛ للتأكّد من أن الوالدين يفرضان القوانين نفسها، علماً أنها يجب أن تتغيّر مع الزمن والوقت.
كذلك يمثّل خلط الأدوار وتوزيع المهمات الأبوية على قدم المساواة، طريقة أكثر فاعلية من الأدوار التقليدية للأب والأم، كما أنها تلعب دوراً في تحسين مهارات الأبوّة والأمومة الخاصة بالوالدين.
منح الأبناء بعض الحرية والاستقلالية:
الاعتماد على الذات أمر يجب أن يتعلّمه الأبناء في وقت مبكر، فتعزيز استقلالية الطفل في سنّ مبكرة، كالسماح له بتناول طعامه بيديه وارتداء ملابسه بنفسه وبحرية الحركة، هذا الأمر يطوّر ذكاءه وينمّيه؛ ممّا ينعكس إيجاباً على أدائه المدرسي، أفضل من التلميذ الذي اعتادت والدته القيام بهذه الأمور بدلاً منه، حيث أنه سوف يتدنّى أداؤه المدرسي إلى حد ما، ربما لأنه يتعامل مع العلم بالطريقة نفسها، التي يتعامل بها مع الأدوات ومع ما عوّدته عليه أمه وبالتالي يحتاج دوماً إلى تدخّل من الخارج.
فهناك الكثير من الآباء والأمهات الذين يقيّدون بشدّة حركات أطفالهم. ورغم أن نيتهم حسنة، لكن للأـسف سوف يؤثر تصرّفهم هذا في نضج الطفل. وقد يزعزع ثقته بنفسه ويبقى معتمداً عليهم في كل أمور حياته، لذلك يجب تعويده منذ الصغر الاعتماد على نفسه؛ على سبيل المثال يُمكن تعويد الطفل أن يختار ملابسه ويقوم بلبسها بمفرده مع مساعدة بسيطة من والديه، أو تعليمه على ربط حذائه وغيرها الكثير من الامور. وبالطبع دائماً يجب تشجيعه على القيام بالأمور وعدم الملل من توجيهه إلى كيفية فعلها.
إن التعرّض لصعوبات الحياة أمر مهم، لذا على الأهل أن يكونوا مرنين قدر المستطاع مع أطفالهم؛ وذلك بمنحهم بعض الحرية والاستقلالية في تدبّر شؤونهم، فالطفل المستقلّ سوف يصبح شاباً واثقاً بنفسه وقادراً على مواجهة الصعاب.
تمضية الوقت مع الأبناء ومنحهم الحب الذي يعزّز ثقتهم بأنفسهم:
إيجاد الوقت لتمضيته مع الأبناء مسألة لا يمكن إغفالها، فالطفل لن ينسى اللحظات الخاصة التي يمضيها مع والديه حين يصبح شاباً، فهو يتذكّر دوماً مشاركته والده في نشاط رياضي، أو نشاط ترفيهي تشارك فيه جميع أفراد الأسرة، أيضاً لن ينسى القصص التي يقرأها له والديه، أو الفيلم المضحك الذي يحضرانه سوياً وغيرها الكثير من الأوقات التي يجب أن يُخصصها الوالدين لأطفالهم مهما كانا مشغولين، لما لها من تأثير إيجابي على نفسية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه.