سورة الكهف
سورة الكهف
سورة الكهف |
سورة الكهف هي سورةٌ مكيةٌ رقمها 18، تسبق سورة مريم وتلحق سورة الإسراء، في ترتيب سور القرآن الكريم. عدد آياتها 110 آية، وهي من السور المكية المتأخرة في النزول، إذ أن ترتيب نزولها 69. تتوسط السورة القرآن الكريم، فهي تقع في الجزئين الخامس عشر والسادس عشر، 8 صفحات في نهاية الجزء الخامس عشر و3 في بداية الجزء السادس عشر. تتناول السورة عدة مواضيع، تدور حول التحذير من الفتن، والتبشير والإنذار، وذكر بعض المشاهد من يوم القيامة، كما تناولت عدة قصص، كقصة أصحاب الكهف الذين سُميّت السورة لذكر قصتهم فيها.
سورة الكهف من السور ذوات الفضل في القرآن الكريم، وذكرت في أحاديث كثيرة، ومن أهم فضائلها ما ذكر أن قراءتها في يوم الجمعة نورٌ ما بين الجمعتين.
سبب نزول سورة الكهف
إن سبب نزول سورة الكهف ذكره عدة مفسرين كابن كثير وغيره: فعن ابن عباس قال: «بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله ﷺ ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقالا: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال، فقالت لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن، فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل، فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم شأن عجيب. وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك، فهو نبي فاتبعوه، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم، فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فأخبروهم بها، فجاءوا إلى رسول الله ﷺ فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله ﷺ: أخبركم غدا عما سألتم عنه ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله ﷺ خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبريل عليه الصلاة والسلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة، وقد أصبحنا فيها ولا يخبرنا بشيء عما سألناه، وحتى أحزن رسول الله ﷺ مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام من الله عز وجل بسورة الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف، وقول الله عز وجل: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾[18:83].».
خصائص سورة الكهف
سورة الكهف هي السورة 18 في المصحف , وهي مكية كلها , وقد سُمِّيت سورة الكهف بهذا الاسم لورود قصة أصحاب الكهف فيها , وفيها بيان منهج التعامل مع الفتن، وضرب النماذج لذلك ، من خلال فتن متنوعة متباينة منها : فتنة السلطان، وفتنة الشباب، وفتنة الأهل والعشيرة، وفتنة المال، وفتنة الولد، وفتنة الاغترار بالدنيا الفانية، وفتنة إبليس، وفتنة العلم، وفتنة يأجوج ومأجوج، وفتنة الأهواء، و تخط بآياتها طريق العصمة والنجاة، بإتباع المنهج الرباني.
ومن أهم خصائص سورة الكهف :
استحباب قراءتها يوم الجمعة.
أن الآيات العشر الأولى منها عاصمة من فتنة المسيح الدجال.
انتصف فيها عدد حروف القرآن الكريم.
انفردت بذكر قصة أصحاب الكهف والخضر وذي القرنين.
أنها نور ما بين الجمعتين.
أنها تعد من أكثر السور حديثا عن الفتن.
ما هو فضل سورة الكهف يوم الجمعة وأفضل وقت لقراءتها؟
يحرص المسلمون يوم الجمعة على الذكر، والصلاة، وقراءة القرآن، والإكثار من الدعاء، خصوصا وأن فيه ساعة استجابة.
ومن أبرز الأمور التي يحرص عليها المسلم، هي قراءة سورة الكهف كل جمعة.
فضل قراءتها
جاءت أحاديث كثيرة عن فضل قراءة سورة الكهف، خصوصا يوم الجمعة، فورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له ما بين الجمعتين».
توقيت قراءتها
يبدأ وقت قراءة سورة الكهف، من غروب شمس يوم الخميس، لأنه ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر قال: «من قرأها ليلة الجمعة»، وذلك فإن ليلة الجمعة تدخل في الوقت الذي تجوز فيه القراءة.
وسورة الكهف «مكية»، عدد آياتها 110 آية، وترتيبها 18 في القرآن الكريم، وهي إحدى سور القرآن الخمسة التي بدأت بـ«الحمد لله»، وسميت هذه السورة بهذا الاسم؛ لأنّها روت قصة أصحاب الكهف، وتناولت قصصا أخرى مثل سيدنا موسى والخضر عليهما السلام، وأصحاب الجنتين، والحاكم العادل المعروف بذي القرنين.
قصة أصحاب الكهف
هم بضعة فتيةٍ آمنوا بالله تعالى، فهداهم إلى طريق الرشاد والصلاح، وقرروا بعد ذلك الخروج عن قومهم والهروب منهم خشية الوقوع بالفتنة، وذهب هؤلاء الفتية إلى الكهف وعندما دخلوه، جلس كلبهم الذي رافقهم على الباب ليحرسهم، وأنامهم الله مدةً طويلةً هو أعلم بها، يقلبهم من جنبٍ إلى الآخر كما قال تعالى: «وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا».
وأحياهم الله مرةً أخرى، فبعثوا أحدهم إلى المدينة ليشتري لهم بعض الطعام، وهم يجهلون المدة التي لبثوها، ولكنّ أهل المدينة استنكروه لشكله، ومظهره، ولباسه، ودراهمه التي كان يحملها.
لكنه وجد أن الحياة قد تغيرت في مدة رقودهم الطويلة داخل الكهف، فبعثوا به إلى الملك خوفًا من أن يكون جاسوسًا، وذهب الفتى مع الملك إلى الكهف، ودخل على إخوانه وأخبرهم بالمدة التي رقدوها من دون طعام أو شراب.