شخصيات تاريخيةمعلومات عامةمفالاتمقالاتمنوعات
يحيى السنوار (Yahya Al-Sanwar)
يحيى السنوار (Yahya Al-Sanwar)
يحيى السنوار: قائد حماس العسكري والسياسي
يحيى السنوار (Yahya Al-Sanwar) |
المقدمة
يعتبر يحيى السنوار أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين في حركة المقاومة الإسلامية حماس. وُلد السنوار في مدينة خان يونس في قطاع غزة عام 1962، ومنذ نعومة أظافره انخرط في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. بفضل دوره القيادي الكبير في الجناح العسكري لحماس، بالإضافة إلى دوره السياسي، يُنظر إلى السنوار كشخصية محورية في تشكيل مسار المقاومة الفلسطينية خلال العقود الأخيرة. مقالنا اليوم يتناول سيرة السنوار وأهم محطات حياته وتأثيره على مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.1. نشأة يحيى السنوار وحياته المبكرة
البدايات والتربيةوُلد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في خان يونس، وهو جزء من عائلة فلسطينية تقليدية. منذ صغره، تأثر بالحالة السياسية المحيطة والصراع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كان السنوار يتمتع بروح قوية وقيم دينية ووطنية دفعته للانضمام إلى الحركة الإسلامية في فلسطين.
الدراسة والتعليم
التحق السنوار في شبابه بجامعة "الإسلامية في غزة" حيث درس الأدب العربي. خلال دراسته الجامعية، نشط في العمل الإسلامي والسياسي. أثار وعيه السياسي والاجتماعي اهتمام القيادات الإسلامية في غزة، ما جعله ينضم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ تأسيسها في عام 1987.
2. الدور العسكري ليحيى السنوار: مؤسس كتائب القسام
تأسيس كتائب القساميعتبر يحيى السنوار واحدًا من المؤسسين الأساسيين للجناح العسكري لحركة حماس المعروف بـ"كتائب عز الدين القسام"، وهو الجناح الذي أصبح لاحقًا القوة المسلحة الرئيسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. عمل السنوار مع شخصيات بارزة في حماس مثل صلاح شحادة ومحمد الضيف على بناء القوة العسكرية للحركة.
الاعتقال والسجن
في عام 1988، اعتقلته السلطات الإسرائيلية بعد تورطه في تأسيس وتوجيه عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية. حكم عليه بالسجن المؤبد لأكثر من مرة، لكن أطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، المعروفة بصفقة شاليط. بعد خروجه من السجن، ازداد نفوذه داخل الحركة، وسرعان ما أصبح من الشخصيات الأكثر تأثيرًا.
3. الدور السياسي ليحيى السنوار: من قائد عسكري إلى زعيم سياسي
قيادة حماس في غزةبعد خروجه من السجن، تم انتخاب يحيى السنوار في عام 2017 كرئيس للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة. هذا المنصب جعله المسؤول الأول عن الحركة في القطاع، وهو ما أكسبه مزيدًا من النفوذ والتأثير في القرار السياسي الفلسطيني. يُعتبر السنوار أحد الشخصيات الرئيسية في التنسيق بين الجناح العسكري والسياسي لحماس.
استراتيجية المقاومة
يتمتع السنوار بفكر عسكري محنك، حيث يُعرف بتبنيه لنهج المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد حرص على تعزيز القدرات العسكرية لحماس، بما في ذلك تطوير الصواريخ وبناء الأنفاق، إلى جانب تعزيز التعاون مع قوى إقليمية مثل إيران وحزب الله.
علاقاته الإقليمية والدولية
بصفته زعيمًا سياسيًا، عمل السنوار على تعزيز علاقات حماس مع الدول الداعمة لها مثل قطر وتركيا وإيران. كما حافظ على خطوط التواصل مع القوى الإقليمية والدولية التي تسعى للتوصل إلى تهدئة أو تسويات في النزاع.
4. يحيى السنوار في الإعلام والآراء حوله
الصورة الإعلاميةيمثل يحيى السنوار رمزًا للقوة والشجاعة لدى العديد من الفلسطينيين. رغم الانتقادات التي توجه إليه من بعض الأطراف التي تعارض سياسات حماس أو تعتبره مسؤولًا عن الحصار المفروض على غزة، إلا أن السنوار يحظى بشعبية كبيرة في القطاع بفضل توجهه العسكري وقدرته على التصدي لإسرائيل.
الآراء حول قيادته
يعتبره البعض قائدًا صارمًا وحازمًا نجح في توجيه حماس نحو مسار يحفظ وجودها كقوة مقاومة، بينما يرى آخرون أنه يتخذ قرارات حاسمة أحيانًا تكون مكلفة للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل التوترات المتكررة بين حماس وإسرائيل والتي تؤدي إلى معاناة المدنيين.
5. رؤية يحيى السنوار لمستقبل القضية الفلسطينية
المقاومة المسلحة والمفاوضاتمن المعروف أن السنوار يتمسك بفكرة المقاومة المسلحة كأداة رئيسية لاستعادة الحقوق الفلسطينية، ولكنه لا يعارض فكرة التفاوض إذا كانت الظروف تسمح بذلك وبشرط أن تحقق المطالب الفلسطينية الأساسية مثل إنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن قطاع غزة.
مستقبل حماس في ظل قيادته
تحت قيادته، تسعى حماس إلى تعزيز وجودها العسكري والسياسي في غزة، وتعمل على تحسين قدرتها على الصمود أمام الضغوط الدولية والإسرائيلية. في الوقت ذاته، يحاول السنوار تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتقارب مع الفصائل الفلسطينية الأخرى مثل حركة فتح.
6. التحديات التي تواجه يحيى السنوار
الحصار على غزةأحد أبرز التحديات التي يواجهها السنوار هو الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات. ورغم المحاولات المستمرة لكسر الحصار، لا تزال الظروف الاقتصادية والإنسانية في القطاع صعبة للغاية، مما يزيد من الضغط على قيادته.
العلاقات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى
يحاول السنوار تعزيز المصالحة الوطنية مع حركة فتح والفصائل الأخرى، ولكن الانقسامات الداخلية والتباينات الأيديولوجية تعرقل التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الانقسام الفلسطيني.
الخاتمة
يظل يحيى السنوار شخصية محورية في المقاومة الفلسطينية، حيث يجمع بين الحنكة العسكرية والقيادة السياسية. بفضل دوره البارز في حماس، لعب السنوار دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل الحركة وتوجهاتها. في الوقت نفسه، يواجه السنوار تحديات كبيرة تتعلق بالصراع المستمر مع إسرائيل وظروف الحياة الصعبة في غزة. مهما كانت الآراء حوله، فإنه لا شك أن السنوار سيظل أحد الشخصيات المؤثرة في القضية الفلسطينية لعقود قادمة.